فشلت محادثات تمديد الهدنة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال بعد 72 ساعة من التهدئة بوساطة مصرية، وعاود الاحتلال قصف قطاع غزة مرجعاً ذلك إلى إطلاق صواريخ من القطاع. في المقابل، اتهمت حركة حماس أمس إسرائيل بالمماطلة في الاستجابة لمطالب اتفاق دائم لوقف إطلاق النار. وقال الناطق باسم حماس، سامي أبو زهري، إن حركته «تتهم الاحتلال بالمماطلة وإهدار الوقت في ظل عدم استجابته لأي مطلب فلسطيني». واعتبر أبو زهري، في تصريحٍ صحفي مكتوب، أن الموقف الإسرائيلي حال دون تمديد التهدئة وأن «إسرائيل تتحمل التداعيات عن ذلك». في السياق نفسه، ذكرت مواقع إلكترونية مقربة من حماس أن الوفد الفلسطيني الموحد، الذي يتولى التفاوض، تلقَّى ورقة مصرية مقترحة لتكون أساس اتفاق وقف إطلاق النار لا تشمل الاستجابة لمطالب: إقامة ممر مائي من ميناء غزة، وإقامة مطار، والإفراج عن معتقلي الضفة الغربية، كما أن الورقة «لا تشير لكلمة رفع أو كسر الحصار عن غزة»، بحسب المواقع. وبعد انتهاء التهدئة، قُتِل 5 فلسطينيين وأصيب ما يزيد عن 15 آخرين، فيما أصيب إسرائيليان اثنان. ومن بين المناطق التي تعرضت للقصف في قطاع غزة أمس خان يونس وجباليا. وجاء انتهاء التهدئة المؤقتة دون تمديدها وسط استمرار تعثر مفاوضات القاهرة بين وفد فلسطيني موحد وآخر إسرائيلي بشكل غير مباشر برعاية مصرية لإعلان اتفاق دائم لوقف إطلاق النار. وكان وفد فلسطيني موحد يضم منظمة التحرير الفلسطينية وحركتَيْ حماس والجهاد الإسلامي وفصائل أخرى قدَّم الثلاثاء الماضي لمسؤولين من جهاز المخابرات المصرية ورقة فلسطينية بمطالب التهدئة الدائمة. وفي مقدمة المطالب الفلسطينية وقف إطلاق النار، والانسحاب الإسرائيلي الفوري من قطاع غزة، وإنهاء الحصار على القطاع، وفتح المعابر وتأمين دخول الأفراد والبضائع. من جهتها، حثت وزارة الخارجية المصرية إسرائيل والفلسطينيين على استئناف الهدنة للسماح بعودة المفاوضات بين الجانبين. وعبَّرت وزارة الخارجية المصرية في بيانٍ لها عن أسفها البالغ «إزاء عدم الالتزام بمد وقف إطلاق النار وبدء الأعمال العسكرية مرة أخرى». وطالبت الأطراف ب «الارتقاء إلى مستوى مسؤولياتهم والالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني، ومن ثم العودة الفورية إلى الالتزام بوقف إطلاق النار وباستغلال الفرصة المتاحة لاستئناف المفاوضات». وقالت الخارجية المصرية إن المفاوضات غير المباشرة التي ترعاها القاهرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين للتوصل إلى هدنة دائمة توصلت إلى اتفاق حول معظم النقاط التي كانت تحتاج إلى حل. وتابع البيان «أمكن التوصل في هذا الإطار إلى اتفاق حول الغالبية العظمى من المواضيع ذات الاهتمام للشعب الفلسطيني وظلت نقاط محدودة للغاية دون حسم، الأمر الذي كان يفرض قبول تجديد وقف إطلاق النار كي يتسنى مواصلة المفاوضات للتوصل إلى توافق حولها». إلى ذلك، ذكر الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة أن المحادثات ستتواصل رغم انتهاء الهدنة. وكانت إسرائيل شنت في ال 7 من يوليو الماضي عملية «الجرف الصامد» ضد قطاع غزة بدعوى الرد على الهجمات الصاروخية انطلاقاً من القطاع باتجاه الأراضي الواقعة تحت سيطرة الاحتلال. وأسفرت العملية عن مقتل 1994 فلسطينياً وإصابة أكثر من 9 آلاف آخرين فيما قُتِلَ أكثر من 60 جندياً إسرائيلياً وأصيب أكثر من 100 آخرين.