علقت سفارة المملكة في غينيا 7200 تأشيرة حج لمسلمي ثلاث دول أفريقية، هي غينيا وسيراليون وليبيريا، وذلك نتيجة انتشار فيروس «إيبولا» كإجراء احترازي لمنع وفادة المرض إلى أوساط الحجاج في الموسم المقبل. وكشف ل «عكاظ» القائم بأعمال سفارة المملكة في العاصمة الغينية كوناكري، محمد آل حمود أن قرار تعليق التأشيرات صدر قبل ثلاثة أشهر، وقد تفهمت حكومات هذه الدول القرار، رغم ما أعلنت عنه حكومة غينيا قبل أسبوعين من رفع مستوى التدابير وفرض حزمة من الإجراءات مع بدء الموجة الثانية للفيروس، وذلك لضمان خلو مواطنيها الراغبين في الحج من الإصابة به.. واستدرك قائلا «إن واقع انتشار الفيروس يحتم استمرار تعليق تأشيرات الحج». وفيما بدأت المباحثات مع سفارتنا في كوناكري وحكومات هذه الدول منذ أربعة أشهر، أوضح ل «عكاظ» سفير خادم الحرمين الشريفين السابق لدى غينيا أمجد بديوي أن المملكة اشترطت لرفع التعليق عن التأشيرات الحصول على مذكرة صريحة من منظمة الصحة العالمية تؤيد سفر مواطني هذه الدول إلى الحج، وقد تفهمت الحكومة واقع الأمر. وأضاف بديوي أن السفارة سعت جاهدة لبحث الأمر مع حكومة غينيا كونها دولة إسلامية، ويدنو حجاجها من 7000 حاج، بخلاف دولتي سيراليون وليبيريا حيث إن الحجاج القادمين منها ينحصرون في حدود 400 حاج. من جهة أخرى، شددت صحة جدة على منافذها الجوية والبحرية بتعزيز الإجراءات الوقائية والاحترازية لمنع وفادة فيروس إيبولا الذي انتشر في بعض الدول الأفريقية ومنها سيراليون وغينياوليبيريا. وأوضح مصدر مسؤول في صحة جدة أن الإجراءات تتضمن الترصد الوبائي ومناظرة جميع القادمين من الدول الأفريقية المجاورة للدول التي سجلت المرض وذلك لضمان عدم دخول أي حالة من خارج نطاق انتشار الفيروس الشرس. وفي سياق متصل أوضح مساعد مدير صحة جدة للصحة العامة الدكتور خالد عبيد باواكد أن الإجراءات التي اتخذتها المملكة كفيلة بإذن الله لعدم وفادة المرض، مبينا أن مرض إيبولا خطير من حيث ظهور أعراضه وبالتالي فإنه يستبعد وصول أي حالة، وأضاف إن اتخاذ التدابير الاحترازية وتطبيق الاشتراطات الصحية أمر ضروري وخصوصا أننا على مشارف موسم حج يفد إليه ضيوف الرحمن من كل أنحاء العالم. وأشار الى أن حمى الإيبولا النزفية يسببها فيروس وهو من أشد الأمراض المعروفة فتكا، حيث تم الكشف عن فيروس الإيبولا لأول مرة في عام 1976 في إحدى المقاطعات الاستوائية الغربية بالسودان وفي منطقة مجاورة بزائير (التي تسمى الآن جمهورية الكونغو الديمقراطية)، ولم يسجل هذا المرض خارج دول وسط وشرق أفريقيا، ويتفرع فيروس الإيبولا إلى خمسة أنماط فيروسية منفصلة وهي (بونديبوغيو، كوت ديفوار، ريستون، السودان وزائير). وألمح أنه يسري فيروس الإيبولا من خلال ملامسة دم المريض وسوائل جسمه التي تحتوي على الفيروس، كما يمكن أن يسري الفيروس جراء التعامل مع حيوانات برية تحمل الفيروس (قردة الشامبانزي والغوريلا والنسانيس والظباء وخفافيش الثمار)، سواء كانت مريضة أو ميتة، في حين لا يوجد علاج نوعي فعال لهذا المرض ويقتصر العلاج عموما على توفير الرعاية الداعمة. وألمح الى أن الحالات المرضية الشديدة تستدعي توفير رعاية داعمة مكثفة للمرضى الذين يصابون من جرائها في كثير من الأحيان بالجفاف ويلزم تزويدهم بسوائل الإماهة بالحقن الوريدي أو عن طريق الفم باستخدام محاليل تحتوي على الكهارل، حيث انه لا يوجد حتى الآن علاج أو لقاح محدد لحمى الإيبولا النزفية. وخلص الى القول أنه بالنظر إلى عدم إتاحة علاج ولقاح فعالين للإنسان ضد فيروس الإيبولا فإن تكريس الوعي بعوامل خطر عدوى الفيروس والتدابير الوقائية التي يمكن أن يتخذها الأفراد على المستوى العالمي هي السبيل الوحيد للحد من حالات العدوى والوفيات بين البشر. من جهتها أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس عن ارتفاع حصيلة الوفيات بفيروس ايبولا الوبائي في أفريقيا الى 887 وفاة. وأفادت المنظمة في بيان أنها أحصت 1603 اصابات بالفيروس في أربع دول بغرب افريقيا، منها 485 اصابة في غينيا (340 مؤكدة و 133 مرجحة و 12 مشتبها بها) و 468 اصابة في ليبيريا (129 مؤكدة و 234 مرجحة و 105 مشتبها بها) و 646 في سيراليون (540 مؤكدة و 46 مرجحة و 60 مشتبها بها) واربع اصابات في نيجيريا (صفر مؤكدة وثلاث مرجحة وواحدة مشتبه بها).