طالب سكان بئر عسكر بغرب نجران، الجهات المختصة بالتدخل لإنقاذهم من الأضرار الصحية والبيئية التي أصابتهم، جراء محاصرتهم من قبل عشرين شركة للتعدين وتكسير الصخور، التي حولت منطقتهم إلى بيئة تتنفس الأتربة. مشيرين في حديثهم ل»الشرق» إلى إن مطالباتهم السابقة في هذا الشأن، لم تلق التجاوب المطلوب. وبئر عسكر هي امتداد للنطاق العمراني لنجران، وتقع على الطريق الدولي نجران – عسير، ويسكنها أكثر من خمسة آلاف نسمة ويوجد بها مجمع حكومي، وعدد من المرافق الخدمية والمدارس، بالإضافة إلى ثلاثة مخططات سكنية. كما تتميز باعتدال مناخها، مما جعلها مقصدا للكثيرين في العطلات. وقال صالح آل الحارث إن شركات التعدين تتسابق على تدمير البيئة، من قلع للأشجار وإثارة الأتربة، واستحداث الحفر التي تملأ بالمخلفات البترولية ومواد تفتيت الصخور، حتى تحولت المنطقة إلى لوحة صفراء بسبب الأتربة، كما أن روائح مخلفات وبيارات مقالع وإسكان عمال شركات التعدين أزكمت أنوفهم، فيما تحولت الأودية إلى سدود بفعل الأحجار والعقوم وهو ما يهدد سلامتهم.وأضاف حسين عوض آل الحارث أن الشركات تبحث عن أكبر حصة من الصخور لزيادة مكاسبها على حساب البيئة ومصلحة السكان، فمن يرى مناطق العمل يظن أن كارثة طبيعية حلت بها! ولفت محمد اليامي إلى أن المنطقة تعبرها عدد من الأودية الكبيرة التي تحمل كل تلك المخلفات غير الصحية عبر السيول المنقولة إلى بطن وادي نجران، لتلوث بدورها مياه الآبار بالمنطقة، وهو ما قد يصيب السكان بمشكلات صحية. واعتبر عبدالله ناصر آل مهري عمل تلك الشركات جريمة في حق البيئة، وتعديا على حقوق الإنسان، وأرجع أسباب استمرارها إلى عدم وعي المواطنين بالأضرار الناجمة عن ذلك. ودعا السكان إلى الوقوف صفا واحدا للحد من أضرار تلك الشركات ورفع الضرر عنهم، بل ومقاضاتها لدفع تعويضات مالية للمتضررين منهم.من جهته، أوضح رئيس فرع جمعية البيئة بمنطقة نجران على سالم آل سالم، أن الجمعية باشرت بعض الإشكاليات البيئية في المنطقة، مثل بحيرة الصرف الصحي شرق المطار، التي تم التواصل مع «مياه نجران» لترسية مشروع الصرف الصحي «18 شهرا» الذي مضى عليه الآن تسعة أشهر. كما تم الاتفاق مع «المياه» و»الأمانة» أن يكون الردم للموقع الحالي وفق الاشتراطات والمعاير الصحية والآمنة. كم تم الإشراف على بعض المواقع ومنها بئر عسكر. وأضاف أن الجمعية نظمت عددا من البرامج التثقيفية والحملات التوعوية، كما ستنفذ برامج أخرى، بالتعاون مع «الأمانة» و»التربية والتعليم» و»السياحة» لمدة عشرة أسابيع، تستهدف المتنزهات والمواقع السياحية بالمنطقة، بعنوان «نجران بيئتي .. أحبها جميلة». مشيرا إلى إطلاق صفحة على موقع «فيسبوك» وتستهدف خمسة آلاف متطوع لخدمة العمل البيئي. أحد مواقع عمل شركات التعدين
جانب من منطقة بئر عسكر وتظهر خلفها مناطق عمل الشركات (تصوير:مانع آل مهري)