ندَّدت منظمة التعاون الإسلامي باستهداف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة للمساجد إلى حد تدميرها «دونما وازع من ضمير أو التفات للقوانين الدولية للقتال»، داعيةً الدول الأعضاء في المنظمة، التي تربطها علاقات بإسرائيل، إلى إعادة النظر في هذه العلاقات. واستنكر أمين عام المنظمة، إياد مدني، أمس استهداف المساجد في غزة، وقال «وكأنه لم يعد يكفي آلة الحرب الإسرائيلية قتل المدنيين وهدم البيوت وحرق المزارع ودك البنى التحتية، فباتت تطلق شهوة الاجتثاث التي تتملك حكومتها على دور العبادة وكأنها، وقد اقتلعت الفلسطينيين من أراضيهم ودورهم، تريد أيضاً اقتلاع ملاذهم إلى ربهم في مساجدهم». واعتبر أن «تاريخ الحروب قل أن شهد همجية مثل هذه»، مطلقاً نداءً إلى كل الدول الأعضاء في المنظمة التي تربطها علاقات بإسرائيل أن تعيد النظر في هذه العلاقات مع دولة «لا ترعوي، ليس عن الفتك بالأبرياء وأوطانهم فحسب، بل وتمتهن أعز ما لديهم وهو دينهم». كما ناشد الدول التي مازالت توفر للحكومة الإسرائيلية الحماية السياسية والغطاء الأخلاقي وتمدها بالمزيد والمزيد من أدوات القتل والدمار أن تبصر الجرائم البشعة التي أضحت شريكاً فيها». ودعا مدني «كل مسلم وكل صاحب ضمير أن يتحمل مسؤوليته في الذود عن حق إخوة له في فلسطين في الحياة والأمان والعبادة بكل ما يملك من أدوات السياسة والاقتصاد، ومؤسسات الثقافة والمجتمع المدني»، مشيراً إلى أنه ما عاد هناك مكان للصمت عن جرائم إسرائيل ومن يمكنها من ذلك. ووفق إحصائية لوزارة الأوقاف في قطاع غزة، أسفر العدوان الإسرائيلي عن تدمير 161 مسجداً، 41 منها بشكل كلي، و 120 بشكل جزئي. في سياقٍ متصل، تلقى مدني أمس رسالة من وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، عبَّر الأخير فيها عن رفضه وإدانته الشديدة لاستخدام إسرائيل القوة ضد الفلسطينيين ما تسبب في سقوط كثير من المدنيين الأبرياء وتدمير الممتلكات في الجانب الفلسطيني. وعبّر وزير الخارجية الصيني عن مواساته للشعب الفلسطيني في آلامه ومعاناته، مؤكداً جاهزية الصين لدعم فلسطين، لا سيما قطاع غزة، بالمساعدات المستمرة، ومطالباً إسرائيل برفع الحصار كاملاً عن القطاع وإنهاء محنة الفلسطينيين. وذكر وزير الخارجية الصيني في رسالته أن بكين بذلت جهوداً حثيثة لتحقيق وقف إطلاق النار، حيث أوفدت مبعوثها الخاص مرتين خلال الشهر الماضي إلى المنطقة. وعبَّر وانغ يي عن رغبة الصين في التعاون الوثيق مع منظمة التعاون الإسلامي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية واهتمامها بالقيام بأي جهد بناء من شأنه أن يحقق وقفاً فورياً لإطلاق النار.