إنّ كل مسلم حقاً في هذه الأيام يعصره الألم وتخنقه العبرة لما يشاهده بعينيه من ظلم وعدوان على شعب مظلوم أعزل لا سلاح لديه ولا حول ولا قوة له إلا بالله العلي العظيم، منظر القتل للشيوخ والنساء والأطفال بأعتى أنواع السلاح الحديث حتى القصف بالطائرات.. هذا العدوان على الأراضي الفلسطينية وعلى غزة بالذات يتكرر كل عامين تقريبا ولا يجد له حلولاً ناجعة، فقط مسكنات وإيقاف بعد أن تنجز إسرائيل ما تريده من عدوان وتقتل وتنهب وتسلب؛ فقد استهدفوا المدنيين في منازلهم وكذلك المستشفيات فقتلوا وجرحوا الكثير.. غزة تحترق والعالم كله يتفرج على هذه المناظر المؤسفة دون أن يحرك ساكناً، وهذا أمر لا يحتمل أبدا، هل العالم الإسلامي الذي تجاوز عدده المليارين تقريباً أصبح غثاء كغثاء السيل كما قال رسول هذه الأمة وحبيبها محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم-: (توشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن»، فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت). ألا يستطيع هذا العالم أن يعمل شيئاً ويوقف هذه الكارثة؟ العالم الذي يتغنى بحقوق الإنسان أين هو من هذه المآسي؟ أم إن هؤلاء ليس لهم ما لغيرهم من البشر؟.. ماذا بعد هدم بيوت الله وقتل أطفال ونساء وشيوخ المسلمين؟! إنها إهانة ما بعدها إهانة.. وذل وضياع حقوق للإنسانية… وقد أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله تعالى ويرعاه- بتقديم دعم مادي بمبلغ 200 مليون ريال (نحو 53.3 مليون دولار) للهلال الأحمر الفلسطيني في غزة، وقد حذر مجلس الوزراء السعودي من الوضع المأساوي الذي وصلت إليه الأوضاع في قطاع غزة والأراضي المحتلة جراء تصاعد العدوان الوحشي الإسرائيلي وما يقترفه من جرائم حرب ضد أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل، مجدداً مناشدات السعودية ودعواتها للمجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤولياته لحماية الشعب الفلسطيني، ومواجهة حرب الإبادة التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية ضده. يجب على كل إنسان مسلم أن يسهم بما يستطيعه ويقدر عليه لنصرة هذا الشعب المغلوب على أمره، وأن يتبرع بما تجود به نفسه ويضمن وصولها لإخواننا هناك، وكذلك أين المسلمون جميعاً من أعظم سلاح وأفتكه؟ أين هم من فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- واستخدامه لهذا السلاح في المهمات العظيمة؟ أين هم من الدعاء؟!.. يا إخوة.. ذلك الذي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يتركه أبدا، ألا تذكرون معركة بدر وقلة عدد المسلمين فيها، ومع ذلك فانظر ماذا فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- وكيف التجأ إلى ربه طويلاً لدرجة أن «أبو بكر» -رضي الله عنه- يناديه ويشفق عليه ويقول له «بعضا من مناشدتك ربك».. فهل دعونا أم نحن مكبلون فعلاً عن الدعاء؟!.. لن ينتصر المسلمون إلا إذا لجأوا إلى الله -سبحانه وتعالى- ورفعوا أكفهم راجين منه النصر والفوز بالجنة والنجاة من النار. اللهم انصر إخواننا في غزة.. اللهم إنك قلت وقولك الحق ادعوني أستجب لكم.. فها نحن دعوناك.. اللهم فتقبل دعاءنا.. ولا تردنا خائبين. اللهم أهلك اليهود.. وأرنا عجائب قدرتك فيهم.. اللهم فرق شملهم وشتت رميهم.. اللهم يا سميع يا مُجيب عجل بنصرك لأهل غزة وأهل فلسطين عامة.. واجعل كلمتهم على الحق واحدة.. واجمع شملهم ووحد كلمتهم.. اللهم انصرهم.. اللهم انصرهم.