انسحب مقاتلو «داعش» أمس من مقر قيادة الفرقة 17 التي سيطر عليها التنظيم أول أمس الجمعة، وتضاربت الأنباء حول حجم الخسائر البشرية والمادية التي تكبدتها قوات النظام في الفرقة 17 وعن الأسباب التي دفعت بتنظيم «داعش» للسيطرة على مقرها، في هذا الوقت بالذات مع العلم أن مقر قيادة الفرقة محاصر منذ أكثر من سنتين، وأوضح عضو الائتلاف الوطني السوري بسام يوسف أن مهاجمة مقاتلي «داعش» قيادة الفرقة أتت بعد رفض النظام دفع مبالغ مالية ضخمة ل «داعش» لقاء الانسحاب من محافظة الرقة وتسليمها لنظام الأسد بالكامل، وقال يوسف ل «الشرق»: إن معلومات حصل عليها من داخل نظام الأسد حول مفاوضات تقودها إيران مع «داعش» للانسحاب من محافظة الرقة بالكامل وتسليمها للنظام فيما يبدو على أنه تحقيق نصر عسكري يعتبره النظام كبيرا على «داعش» يأتي في إطار استعادته شرعية في الداخل السوري ومحاربة الإرهاب على المستوى الدولي، وأكد اليوسف أن المعلومات تشير إلى أن المبلغ الذي طلبه «داعش» يتجاوز المليار دولار نظرا لموارد الرقة المالية التي تدرها آبار النفط على التنظيم. وأضاف اليوسف أن إيران ونظام الأسد رفضا دفع هذا المبلغ وفوجئا بهجوم «داعش» على مقر قيادة الفرقة، الذي خسر فيه النظام ما يقارب 300 قتيل، ورجح اليوسف أن تكون «داعش» أعدمت جميع الأسرى. واعتبر اليوسف أن هجوم «داعش» على الفرقة يأتي لمزيد من الضغط على النظام لدفع ما يريد من مبالغ، وأشار اليوسف إلى أن تنيظم «داعش» همه المال وليس تأسيس دولة قابلة للحياة وأن دور «داعش» في سوريا كان القضاء على الثورة والجيش الحر وهذا ما تحقق بالفعل، وأن النظام لم يتوقع الصدام مع «داعش». وأوضح اليوسف أن دولة «داعش» لن تستمر وإنما تقوم بدور قد يطول قليلا لتذكية الصراع الديني والطائفي الذي يخدم قوى إقليمية ودولية، وأشار إلى تواطؤ المجتمع الدولي وعلى رأسه الولاياتالمتحدةالأمريكية مع تنظيم «داعش» وغض النظر عن دولته الإرهابية التي أقيمت في قلب الشرق الأوسط الذي يعتبر المنطقة الأكثر استراتيجية في العالم، وأضاف متسائلا كيف يسكت مجلس الأمن عن دولة البغدادي المصنف الإرهابي الأخطر عالميا من قبل واشنطن نفسها، ولماذا لم يقم الغرب الذي يتشدق بحقوق الإنسان بأي تحرك من خلال مجلس الأمن ضد دولة البغدادي التي ترتكب أفظع أنواع القتل والإرهاب ويعيد البشرية إلى ممارسات العصور الهمجية. وأكد أن الصمت الدولي وواشنطن تجاه إقامة دولة البغدادي لا يمكن تفسيره سوى أنه تواطؤ دولي ضد تحرر الشعب السوري من نظامه والحفاظ على الأسد.