واصلت القوات الإسرائيلية قصفها قطاع غزة أمس وواجهت مقاومة عنيفة من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ما دفع آلاف السكان إلى الهرب، وقتل 51 فلسطينياً على الأقل في قصف إسرائيلي مكثف على القطاع، لترتفع بذلك حصيلة القتلى الفلسطينيين منذ بدء الهجوم الإسرائيلي إلى 682 على الأقل بحسب وزارة الصحة في غزة. واتهم وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إسرائيل أمس بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة، وذلك خلال اجتماع استثنائي لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف وطالب بفتح تحقيق دولي في العملية، التي تشنها إسرائيل في القطاع. وقال المالكي وسط تصفيق عديد من السفراء المشاركين في الاجتماع إن «إسرائيل ترتكب جرائم مشينة. إسرائيل تدمر أحياءً سكنية بالكامل. ما تقوم به إسرائيل، هو جريمة ضد الإنسانية وينتهك معاهدات جنيف». وأضاف أن «إسرائيل القوة المحتلة تستهدف منذ 16 يوماً أطفالاً ونساءً ومسنين وتحرمهم من حقهم في الحياة من خلال هذه الضربات. حصل توغل بري، وسيؤدي إلى جرائم ضد مدنيين فلسطينيين وعمليات اغتيال متعمدة لمدنيين». وتابع أن «إسرائيل تدمر أحياءً سكنية بالكامل. لقد هدمت 2500 منزل وقوضت البنى التحتية. كما تستهدف القوات الإسرائيلية المراكز الطبية في غزة». من جهتها، أعلنت 14 مؤسسة حقوقية ومدنية عربية في إسرائيل في بيان، أنها سلمت المجلس تقريراً حول العملية الإسرائيلية في غزة. ودانت هذه المؤسسات «إسرائيل لاستهدافها أهدافاً مدنية منها المستشفيات ومراكز الإسعاف وسيارات الإسعاف والمدارس والمساجد ومراكز إيواء المعاقين، وسيارات الصحافيين». ومن هذه المؤسسات «عدالة» و»مساواة» والمؤسسة العربية لحقوق الإنسان ومركز الطفولة وجمعية الدفاع عن حقوق المهجرين. وأشارت إلى أن «أكثر من 75% من القتلى في القصف الجوي، الذي استهدف المباني السكنية في قطاع غزة، هم من المدنيين من بينهم عائلات بأسرها ونساء وأطفال ومسنون». وتحدثت عن «تدمير مبانٍ ومساكن وتهجير جماعي لأكثر من مائة ألف فلسطيني اضطروا لإخلاء المنطقة، التي أعلنت منطقة محظورة»، مشيرة إلى أن مساحة هذه المنطقة تشكل «43% من مساحة قطاع غزة». ودعت هذه المؤسسات إلى «وقف فوري للحرب على قطاع غزة وتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية مستقلة للتحقيق في المخالفات الجسيمة للقانون الدولي والشبهات بارتكاب جرائم حرب والعمل فوراً على رفع الحصار عن قطاع غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية والأدوية اللازمة للقطاع». وقالت مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي اليوم إن هناك «إمكانية كبيرة» في أن إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة حيث قتل 645 فلسطينياً في العمليات الإسرائيلية معظمهم مدنيون وعقد مجلس حقوق الإنسان اجتماعاً استثنائياً أمس في جنيف للتباحث في إصدار قرار اقترحه الفلسطينيون ويطالب بتأمين حماية دولية للفلسطينيين وبفتح تحقيق دولي حول الهجوم الإسرائيلي على القطاع.