مع التهاب المنطقة بالتهديدات والشائعات والطائفية ولقاءات ومناظرات ومقالات وتحزبات وبرامج وقنوات وكتب هنا بلغ السيل الزبى وكلها لمحاربة راحة الناس فقط لا لزراعة الربى. المتاجرة بالإعلام في إشعال فتيل الفتنة وتشكيك المواطن في وطنه، كل الشكر والعرفان لمواقع التواصل الاجتماعي التي «نشرت الغسيل» وتجارة مسحوق الفتن ورفعت الستار ليرى الجميع بشاعة المسحوق الذي أتقنوه قبل الإعلام الجديد. قبل قرون عديدة وقف رجل وسيم وأنيق الهندام أمام سقراط يتبختر ويتباهي بلباسه فقال له سقراط: تكلم حتى أراك! لو كان سقراط يعيش في هذا العهد المتقدم في التكنولوجيا لقبل رأس كل شخص ولابتكر وفكر كيف يجعل الناس على أشكالهم يظهرون. الإعلام سلاح ذو حدين وعلاج ذو حدين ولكنه كرسي كهربائي ذو ذراعين، ذراع ترهق وذراع تشفق. تأتي هواتف العملة بكل زاخر من إعداد مدروس على أسس البرمجة العصبية ليتقبله الجميع بهدوء دون شعور ولا عتب فقدرات الجميع ليست على وتر واحد وإن كانوا أصحاب درجات علمية عالية فالفكر يرتقي إذا أردت أن يرتقي ويظل دون رقي إن جعلت من فكرك إسفنجة تمتص كل شيء. العقوق الإعلامي حينما يأتي ابن من أبناء هذا الوطن يسعى لدمار إخوته فكرياً يأتي بثقافات لا تمت لا للدين ولا للوطنية ولا حتى للأعراف والتقاليد كالمسلسلات «المكسيكية، التركية، الهندية وأخرى» وكل موسم عن آخر تنقلب الموازين ويفتخرون بالذي يُعرض ويدافعون عن تلك البلدان المدبلجة ثم يسافرون لها ثم تُذكر أمجادها التاريخية التي تخالف الحقيقة ويتمنون عودة تلك العهود التي لا تتسم إلا بالدبور!! * العقوق الإعلامي هو أن لا تحترم المشاهد وتسير على نهج «الطقطقة» على المجتمع العربي التي يراها العرب أنها تمثل وطننا وأيضا الشعب، مع الأسف هناك لبسٌ صعب الانسلاخ حيث تأصلت في عقليات كثير أنها كذلك وينادون بالتحرر وبالتطرف وبخلع الحجاب وقيادة السيارات والتيارات والطائفية والميزانية والبطالة والأمطار والغبار وانهيار السدود وسفلتة الشوارع والازدحام والتسول وأمور أكثر من ذلك أشبه بجزيئات غاز داخل عبوة ناسفة أدت لتلف كثير من العقول بسبب الضغط العالي على تلك الشعوب فرفقاً بنا. * التناقض الإعلامي هو أن تقدم له مائدة فيها ما لذ وطاب وتضع له قارورة صغيرة وتبتسم لتسمم الدماغ وما أقبح فكرك يا هذا!! مثل شرفاء الشاشة يقولون ما لا يفعلون ويدسون سموم أفكارهم ضمن موضوع إنساني مثير للشفقة أو اجتماعي مُعبر أو أخرى تشمئز أناملي كتابتها يالك من حنون يا هذا ويا نتانة كلماتك حينما نتحاور، حينما لا تريد الاعتراف بفضل هذا الوطن ولا تريد شيئاً بسهولة شديدة، اعترف وكن رجلا تهابه الرجال وقل هذه هويتي التي أحملها دون قسم لحماية هذه البلاد، هنا ستثبت أنك شريف من الدرجة الأولى بطبع «تقليد» ولا تكن محتالاً غداراً كالعقرب تنتظر غفلة من أمامك وانشغاله ثم تلدغه بسموم أنيابك اليائسة كملامح وجهك الشاحب. * الفرعنة الإعلامية «هشتقني وأهشتقك وسرى الليل وحنا ما سرينا» أتوقع أنه لا يوجد تعبير أدق من ذلك. المفرقعات الإعلامية جميعنا نعشق اللعب بها من باب التسلية بالضبط كالمفرقعات التي نراها في برامج أو في مذيعين تستمتع القنوات في تسلية المشاهد وجذب أكبر عدد من المشاهدين وتسويق الحلقات وإشعال السخرية بين بعضهم بعضا وتسلم أجر عالٍ جداً..! عزيزي المفرقع الإعلامي أريد فقط منك باسمي واسم جميع المشاهدين أن ترى حلقات برنامجك لتجاوب على استفساراتنا.. وشكراً! مع الأسف مجال الإعلام هو استقطاب بعض العقليات التي تتسم بالجهل والغرابة وارتداء بدلة الحياد ليحد من رماح كلماته ويتبختر، وفي التويتر يغرد بجملة بعيدة عن تدقيق فريق الإعداد فيأتي بمطب إعلامي مخزٍ للغاية «شيك على الكفرات»! المزاد الإعلامي في القنوات الرياضية أمر مثير للغاية ومن حضر القسمة فليقتسم، لا أرى في ذلك شيئا يثير الغضب.. أليس كذلك؟ لكن الأجمل البازار الإعلامي في الأموال التي يقدمها الضيوف أو النوادي لتسليط الضوء عليهم ودعمهم ومؤازرتهم فا يالك من إعلام داعس كداعش. لقد أصبحت ممارسة الإعلام تقتل الكفاءات الإعلامية لأسباب كثيرة منها ضياع الفرصة رغم ظهور البرامج المختلفة إلا أنه مازال هناك قيود غريبة تتعلق بالعادات والتقاليد في المجتمع وعدم وجود حوافز تجعله يستمر في هذا المسار، التحزبات و«الواسطات» الصاروخية القشور الخارجية كلها أمور لا تستطيعون تبريرها، فقط تعملون بجد في الضربات المرتدة وإشهار الكروت الحمراء دون وجه حق. لمَ أحاكمكم؟ سؤال جيد.. لأنه ميداني والكرة في ملعبي! هل هناك ما تريدون السؤال عنه؟