السياسة الإعلامية التلفزيونية والتي تبنتها تلفزيونات الخليج كان منبعها التلفزيون السعودي, احترام المشاهد وتقديم المواد للاسّرة وتثقيفها داخل إطار المجتمعات الخليجية, وإن كان المشاهد السعودي هو الاكثر حرصاً للمتابعة في ظل المواد التلفزيونية التي تقدم له ودعمها جماهيرياً. بعد دخول القنوات الفضائية(الخليجية) في مطلع التسعينات, ربما سلكت هذا الجانب بكل حذافيره حتى وان خرجت للمسلسلات الأجنبية"المكسيكسة" تجدها تعرض بعد مقص"الرقيب", هذا المقص أو المونتاج هو الحامي لتوازن الاعمال واحترامه للمشاهدين. دائماً ما تظهر لنا برامج الواقع والتي يستضاف بها عدد من النجوم العرب الاكثر انفتاحاً وحرية, وتقديم المادة المطلوبة وكشف تفاصيل حياته التي تغيب عن الجمهور بحّس اعلامي يتخلله احترام المشاهد وتقديم مايريده دون ابهاره بما لا يريد. في منتصف الاسبوع ظهر لنا برنامج(هي وهو) كاولى حلقاته بضيافة المغنية أسيل عمران وزوجها المذيع البحريني خالد الشاعر, هذه الحلقة فقدت مقص الرقيب, وانهارت معها التقاليد المعترفة وقوانين الاعلام الخليجي بالمحافظة على احترام المشاهد. برنامج"هي وهو"مسجل سابقاً, كان بامكان المونتاج المحافظة على خصوصية المشاهد واحترامه بتعديل ماهو نشاز ومخل وما ظهر للعالم من مشاهد لن يقرها اي منتم للإعلام. ليست البساطة ان تقدم فكرة ما وتبدأ في تنفيذها وعرضها بتلك السهولة. برامج الواقع هي سلاح ذو حدين إما ان تلغي احترام المشاهد لك او تقربه منك, ما عرض من مشاهد لأسيل وزوجها خالد والتي أظن انهما ضحايا برامج الواقع التي تكشف الخافي وما خلف الكواليس, رغم انهما يعرفان فكرة البرنامج والوقوف امام تفاصيله, لكن ظهرا بشكل غير لائق أساء للاسرة الخليجية وقدما نفسيهما بما لايليق.!. ما ظهر من استمتاع"بالشيشة"المنهي خروجها عبر وسائل الاعلام و"العناق"اللطيف و"القبلات" وغيره, لن تؤثر على سير البرنامج لو حذفت.! إذ المسؤولية غالباً على مخرج البرنامج الذي دار كفة المونتاج بيده وكان بالاستطاعة أن يلغي حسب ما يريد, لكنه اراد ان يكشف حقيقة برنامج مخل في حلقاته الاولى مسيء للمشاهد. ما اعتقده ان القناة والقائمين عليها لن يتوانوا في تدارك هذه الاخطاء التي وقع بها المخرج في اولى حلقات برنامج الواقع"هي وهو"وستكون سياسته مختلفة عن ما عرض على المشاهدين. إذا لابد من مقص الرقيب في تلك الحالات والذي يعمل دائما للتوازن وحماية المشاهد من الخروج عن الاخلاق التي تعودها من القنوات الخليجية, والعودة الى سياسة التلفزيون السعودي الغائبة عن الحضور فهي المخرج الاهم لتدارك نفرة المشاهد التي من الممكن ان تغيبه عن هذه القنوات.