فيما تقصف إسرائيل بكل أنواع الأسلحة السكان المدنيين في قطاع غزة موقعة مزيداً من القتلى بين سكان القطاع منذ 15 يوماً، وزاد عدد القتلى على 620 شخصاً بينهم أكثر من مائة طفل ومئات الجرحى، يمعن مسؤولو إسرائيل في الوقاحة ليس فقط من خلال التصريحات العدائية تجاه الشعب الفلسطيني، بل ذهبت الوقاحة بسفير إسرائيل في واشنطن إلى حد القول إن الجنود الإسرائيليين يستحقون جائزة نوبل للسلام. السفير الإسرائيلي رون ديرمر يعتبر أن جيش الاحتلال يستحق هذه الجائزة، لأن جنوده يمارسون «ضبطاً للنفس لا يمكن تخيله»، ولم يكتف السفير بهذا التصريح، بل ذهب بعيداً في وقاحته عندما قارن بين صواريخ حماس على إسرائيل والقصف الألماني لمدينة لندن خلال الحرب العالمية الثانية، مبرراً في الوقت نفسه قتل المدنيين الفلسطينيين بأنه يحدث عن طريق الخطأ. والمشكلة لا تكمن فقط في مثل هذه التصريحات الإسرائيلية، بل بمَنْ يتعاملون مع هذه التصريحات على أنها حقائق، فالدعاية والإعلام الإسرائيلي والمتعاطف معه يتعاطون مع ما تقدمه إسرائيل ولا ينظرون إلى حقيقة ما يجري على أرض الواقع، حيث إن كل خسائر إسرائيل لم تتجاوز ال 29 قتيلاً، بينهم مدنيان فقط والبقية عسكريون. ما تستخدمه الآلة العسكرية ضد القطاع وسكانه يفوق أي تصور لأي حرب، لأن الحروب تشن على جبهات عسكرية وبين طرفين عسكريين بينما إسرائيل تشن هجماتها على مدن وأحياء ومخيمات، وتقصف المدارس والمستشفيات، ودمرت أكثر من 1000 منزل وتقتل السكان الآمنين. ويتحمل المجتمع الدولي، الذي أغمض عينيه عن جرائم إسرائيل لعقود طويلة مسؤولية أخلاقية وقانونية عن هذه الجرائم، لأنه لم يسع إلى إحالة أي من الذين ارتكبوها للعدالة الدولية، لتصل الوقاحة والعدوان إلى درجة مطالبة السفير الإسرائيلي بجائزة نوبل للسلام لجنوده، الذين يرتكبون جرائم الحرب التي تفوق النازية الألمانية!