المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل أمس في غزة ونابلس بالضفة الغربية تؤكد أن هدفها تصفية الفلسطينيين على حد سواء وان هدفها النهائي هو تصفية القضية الفلسطينية ، وأن الاختلاف الفلسطيني الفلسطيني لا يخدم الا هذا الهدف الإسرائيلي لقد سقط الشهداء في غزة وفي الضفة من كتائب الأقصى ومن حماس لم تفرق إسرائيل بين الدم الفلسطيني وفي هذا أكبر درس للفلسطينيين ليفهموا أن قوتهم تكمن في وحدتهم وانهم بخلافهم الحاد هذا لن يكونوا أكثر من لقمة سائغة لإسرائيل. لقد جاءت هذه المجزرة بعد هدوء ساد لفترة بعد الحرب الشرسة على غزة ولكنها كانت متوقعة في ضوء تقارير أشارت إلى استعدادات إسرائيلية لشن حرب جديدة. والستة الذين استشهدوا في غزة والضفة استشهدوا في استهداف مباشرة برصاص الجيش الإسرائيلي. وإذا كانت إسرائيل ترى في ذلك انتقاماً لقتل أحد جنودها فانها قد تجاوزت الحد بل أن الوجود الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية يجعل من الدفاع عن النفس حقاً مشروعاً وعلى إسرائيل أن تتحمل مسؤوليتها لاغتصاب الأراضي الفلسطينية ، أما ان تمتد يد إسرائيل إلى ارتكاب جريمة بهذا الحجم وبهذه الوقاحة .. فهذا يستدعي موقفاً عربياً عاجلاً ولو في شكل اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لارسال رسالة قوية ، حتى تفهم إسرائيل انها لا يمكن أن تكرر فعلتها هذه مرة أخرى.