واصلت القوات الإسرائيلية أمس هجوما بريا على قطاع غزة، وارتفعت حصيلة القتلى الفلسطينيين إلى 339 بعد مقتل 41 شخصا على الأقل أمس في الغارات الجوية الإسرائيلية المتواصلة والقصف على قطاع غزة المحاصر. وبحسب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في غزة فإن المدنيين يشكلون أكثر من 80% من ضحايا الهجوم الذي قالت إسرائيل أنه يهدف إلى وقف إطلاق الصواريخ، قبل أن تبدأ ليل الخميس الجمعة عملية برية تهدف إلى تدمير الأنفاق على حد تعبيرها. وبدأت إسرائيل اجتياحا بريا لقطاع غزة يوم الخميس الماضي بعد قصف جوي وبحري على مدى عشرة أيام. وقال الجيش إن مهندسيه يقيمون منطقة عازلة بعرض 2.5 كيلومتر ويسعون لتدمير الأنفاق التي حفرتها حركة حماس ومنصات إطلاق الصواريخ التي أخفتها بعد حرب غزة في عام 2012. وقالت حماس إن مقاتليها استخدموا أحد هذه الأنفاق للتسلل إلى إسرائيل أمس. وأكد الجيش الإسرائيلي حدوث الواقعة قرب وسط غزة وقال إنه قتل مسلحا وصد بقية المهاجمين وأن اثنين من جنوده أصيبا. كما أطلق نشطاء فلسطينيون 18 صاروخا على الأقل على إسرائيل أمس وقتلوا رجلا وأصابوا أربعة بينهم طفلان في بلدة ديمونة الجنوبية. وقال المتحدث العسكري الليفتنانت كولونيل بيتر لرنر أنه جرى اكتشاف 13 نفقا أحدها على الأقل عمقه 30 مترا و95 منصة إطلاق صواريخ ودمرت جميعا خلال الاجتياح. وأضاف أن علميات التمشيط مستمرة فيما وصفه بمهمة غير محددة المدة «قوضت قدرات حماس إلى حد كبير». واعترف الجيش بوجود منطقة عازلة في شرق غزة ولكنه أكد استمرار العمليات العسكرية الأخرى. وأشار البريجادير جنرال موتي الموز كبير المتحدثين باسم الجيش إلى أن القوات المشاركة في الاجتياح لن تبقى بشكل دائم. وصرح لراديو الجيش الإسرائيلي «لا يمكنني أن أعد باكتشاف جميع الأنفاق قبل مغادرة القطاع.» وقال مسعفون في غزة إن الهجمات التي شنتها إسرائيل أثناء الليل قتلت 26 فلسطينيا معظمهم من المدنيين في بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا في الشمال وخان يونس في الجنوب. ولم يعقب الجيش على الفور على الأحداث في بيت لاهيا وخان يونس إلا أنه أكد شن 37 غارة على غزة وأضاف أن جنودا داهموا منزلا في بيت لاهيا وقتلوا مسلحا بعد أن أصاب ثلاثة جنود. وقالت لجان المقاومة الشعبية إنها نصبت كمينا لقوات إسرائيلية في بيت لاهيا. وقالت إسرائيل إن أكثر من 1500 صاروخ أطلق على بلداتها ومدنها خلال الشهر الجاري. وأعلن وزير الأمن العام الإسرائيلي إسحق اهارونوفيتش أن اشتباكات دارت بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلين فلسطينيين السبت على الحدود مع قطاع غزة، كما نقلت عنه وسائل الإعلام الإسرائيلية بينما أعلن الجيش الأسرائيلي مقتل مقاتل فلسطيني داخل إسرائيل. من جهتها، أعلنت كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحماس في بيان أمس أنها «نفذت عملية إنزال خلف خطوط العدو (مقابل المنطقة الوسطى)» مقابل مخيم المغازي وسط قطاع غزة. وأضافت القسام أن «اشتباكات عنيفة تدور مع قوات الاحتلال». ويفصل سياج أمني مراقب إلكترونيا بين قطاع غزة وإسرائيل. وقالت الإذاعة العامة الإسرائيلية أن اهارونوفيتش الذي يتفقد المنطقة جنوب إسرائيل، أعلن أن «اشتباكات تدور مع إرهابيين على الحدود مع قطاع غزة».