في حقل قمح قريب من طريق قروي في شرق أوكرانيا يمكن رؤية قطعة من ذيل الطائرة المنكوبة وعليها شعار الخطوط الجوية الماليزية، ومن الجهة الثانية للطريق تراكمت حقائب الركاب وممتلكات شخصية أخرى. وبخطوات بطيئة تقدم رجال الإنقاذ وهم يحملون عصيّاً مزودة بأقمشة بيضاء في رؤوسها لتحديد أماكن الأشلاء البشرية. وغداة الحادث الذي نجم عن صاروخ أرض جو على الأرجح، انتشرت قطع الطائرة التي تفتتت في الجو كما قال شهود عيان، على مساحة كيلومتر مربعة في منطقة ريفية حول قرية غرابوف شرق أوكرانيا في موقع قريب من الحدود مع روسيا. وفي مكان الحادث حذر أحد المقاتلين الانفصاليين الموالين لروسيا بالقول "ليس منظراً جميلاً لرؤيته"، فبين قطع هيكل الطيارة المتناثرة والجثث والأشلاء المنتشرة من الممكن رؤية جثتين معلقتين بحزامي الأمان. وليس ذلك فقط بل إن الحطام وصل إلى قرية قريبة تبعد 10 كيلومترات عن مكان تحطم الطائرة، وفق ما نقل سكان. وتحت أمطار خفيفة تستعد فرق الإنقاذ لانتشال بقايا المسافرين. واصطف أكثر من 10 شاحنات لفرق الإطفاء في هذه المنطقة حول خيمتين نُصِبَتا لتكونا مقر قيادة فرق الإنقاذ. وتبدو أغراض هؤلاء الركاب متناثرة في جميع الأماكن ومن بينها دليل سياحي يدل على سفر عائلة من أجل السياحة، وفي مكان آخر حقائب أو جناح متفحم للطائرة. وقالت كاتيا (62 عاما) من قرية غرابوف "عندما وقع الحادث سُمِعَ دوي ضخم، وحصل اهتزاز وكأنه هزة أرضية". وأضافت أن قطعة من هيكل الطائرة وإحدى عجلاتها سقطت في حقل القمح أمام مزرعتها حيث فاحت رائحة الكيروسين، كما طُمِسَت معالم الطريق القروي الضيق حيث انتشر الحطام المدمر. بدورها روت نتاليا (26 عاماً) من نفس القرية أنها "اختبأت في القبو مع طفلي"، وأشار زوجها الكسندر (43 عاماً) إلى السياج الخشبي المحترق، وقال "احترق كرم العنب أيضاً، لقد كان الحظ معنا". وحين سمع سكان القرية صوت الانفجار الأول كانت الطائرة لا تزال في الجو وفي طريقها للسقوط، وهم الذين بقوا بمنأى عن المعارك الدائرة بين الانفصاليين والقوات الأوكرانية. ولكن مع اقتراب تلك المعارك في الأيام الأخيرة من المدن القريبة من الحدود الروسية استطاعوا مشاهدة الطائرات الحربية الأوكرانية. وأعربت نتاليا عن حزنها بوصف الضحايا بالمساكين، وتساءلت "تعتقدون أنهم يعرفون شيئاً عن هذه الحرب في أوكرانيا؟ إذا كنا نحن لا نفهم شيئاً". ووصلت أولى قوافل الاغاثة بعد 20 دقيقة على الحادث ولكن دون أي أمل في إيجاد ناجين. وتُظهِر عدم قدرة خرطومي مياه على إطفاء الحرائق ضعف رجال الإطفاء المحليين أمام كارثة ضخمة بهذا الشكل. وقال أحد رجال الإطفاء "على الرؤساء أن يقولوا لنا ما علينا فعله، وسنقوم به". وهبط الليل دون وضع مولدات كهربائية ولا إضاءة في المكان، فعمد رجال الإطفاء إلى إضاءة مصابيح شاحناتهم، فيما لا تزال جثث ضحايا الطائرة الماليزية تنتشر في الحقول. وأشار أوليغ، أحد المقاتلين الانفصاليين، إلى عثوره على 13 جثة، وقال "لا أعتقد أنه بالإمكان إيجاد ناجين، لقد كانوا عبارة عن أشلاء". وتابع رداً على اتهامات للانفصاليين بإسقاط الطائرة "كيف أسقطت الطائرة؟ لا أعرف، نحن مقاتلون ولسنا إرهابيين". وقالت فرق الإنقاذ إنها عثرت على أحد الصندوقين الأسودين للطائرة، دون تحديد ما إذا كان الأمر يتعلق بجهاز تسجيل محادثات أفراد الطاقم أو الجهاز الخاص بالمعطيات التقنية للرحلة. ركاب الرحلة M H -17 189 هولندياً 29 ماليزياً 27 أسترالياً 12 إندونيسياً 9 بريطانيين 4 ألمانيين 4 بلجيكيين 3 فلبينيين 1 كندي 1 نيوزيلندي 4 غير معروفي الجنسية