تنوعت الفعاليات التي تقيمها المؤسسات المختلفة في المجتمع لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة.. لكن ورغم كل الأنشطة التي تقام في هذا المجال، إلا أن الوقت لايزال مبكراً للقول إن هذه الفئة تحظى بجميع حقوقها، فمازال كثير من الناس لا يبالي بإعطائها حقها كاملاً. من هنا حرص المجلس البلدي في الأحساء على إقامة أول لقاء متخصص لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة، كرس فيه أهمية تثقيف وتوعية الناس على رعاية وحفظ الحقوق لهذه الفئة بعيداً عن التعاطف المحض. مؤكدين فيه على أن التوعية بالحقوق هي أول الطريق لاحترامها والعمل بها. وبينت الإحصاءات أن عدد ذوي الاحتياجات الخاصة في السعودية تجاوز 730 ألفاً، لذلك جاءت أهمية توعية ذوي الاحتياجات الخاصة بحقوقهم والمجتمع ككل بأهمية مراعاة هذه الحقوق، وعدم التعدي على حقوقهم التي وفرتها الجهات المعنية في الدولة، وهذا لن يحدث إلا بإعطائهم وأسرهم كامل حقوقهم بما يتيح لهم العيش الكريم. وجاء تنظيم المجلس البلدي في الأحساء الملتقى الأول لذوي الاحتياجات الخاصة تحت شعار «أنتم فى قلوبنا» بحضور عدد كبير من المسؤولين. وأكد رئيس المجلس البلدي ناهض بن محمد الجبر أن انعقاد هذا اللقاء يتزامن مع مرور ثلاثة أعوام على تولي المجلس، الذي أدرج حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة من ضمن خطته الاستراتيجية. معتبراً هذا اللقاء أحد المعايير المهمة لتقدم المجتمعات والدول من خلال رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، وقال: اهتم الإسلام اهتماماً بالغاً بهم وأولاهم رعاية وعناية خاصة، فقد كرمهم وحرص على مشاعرهم، ليبين أنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع، وأن رعايتهم وتقديم الخدمات المتميزة لهم، هي مبدأ إسلامي مهم من مبادئ وقيم ديننا الخالدة. وأضاف الجبر قائلاً: لذا فإن قضية الإعاقة تحظى باهتمام كبير ومتزايد في الدول المتقدمة، ونظرة هذه المجتمعات لذوي الاحتياجات الخاصة تعكس حضارتهم وتقدمهم، فلم تعد رعايتهم مجرد مساعدات مالية، بل أصبحت قضية مهمة ورسالة اجتماعية سامية، وأفراد هذه الفئة أمانة في عنق هذه المجتمعات؛ حيث تضمن رعايتهم في مختلف المجالات، فهناك مؤسسات حكومية خاصة متميزة لرعايتهم، وإجراءات واقعية خاصة بعلاجهم وتعليمهم وتشغيلهم وضمان حقوقهم الاجتماعية والتربوية والنفسية والصحية والإنسانية، الأمر الذي يساعد في تحسين حياتهم بشكل واضح، وإدماجهم في المجتمع بصورة مناسبة تكسبهم الثقة بأنفسهم وبالمجتمع، كما أن هناك ضرورة لتغيير نظرة مجتمعاتنا لهذه الفئة. وبين الجبر أن المجلس تبنى عدداً من الاقتراحات والتوصيات أهمها إقامة الملتقى الثاني بعد عيد الفطر مباشرة، ويحوي عدداً أكبر في جامعة الملك فيصل، وتقديم مقترح للمهندسين لعمل المداخل والمسارات الانسيابية، والمواقف الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، والمصاعد المتحركة، ودورات المياه خاصةً في المطاعم والمكتبات والأسواق العامة والخاصة، والمجمعات التجارية والإرشادات الخاصة بالمعاق، وجعلها ضمن المستلزمات الهندسية في البناء، وهو ما يعني أن تكون هذه التوصيات بمنزلة تصعيد ثقافة الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة. وأضاف الجبر: سنقوم أيضاً بتفعيل الدليل الإرشادي للوصول الشامل في الدوائر الحكومية، والعمل على عقد لقاءٍ لمديري الدوائر الحكومية لتسهيل الخدمات للمعاقين، ومقترح تخصيص جائزة سنوية للجهات الحكومية والشركات الخاصة التي تقدم أكثر خدمات للمعاقين. وأوضح نائب رئيس المجلس البلدي الدكتور أحمد بن حمد البوعلي أن الملتقى يهدف للنهوض بواقع ذوي الاحتياجات الخاصة وتسليط الضوء على حقوقهم. وقال: هناك كثير من الأهداف التي من أجلها أقيم هذا الملتقى، ومنها: توعية المجتمع، وتعريف ذوي الاحتياجات الخاصة بحقوقهم، وكذلك التوعية بدور الجمعيات المعنية بهم، ومحاولة إبراز قدراتهم ومواهبهم.