نظم نادي الأحساء الأدبي جلسة تحدث فيها أستاذ البلاغة في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الإمام محمد بن سعود، فرع الأحساء الدكتور علي السلطان، في بلاغات الآيات القرآنية المتحدثة عن الصوم وخصائصها النحوية والصرفية، وأدارها أستاذ النحو واللغة بكلية الآداب جامعة الملك فيصل بالأحساء وعضو مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي، الدكتور عبدالعزيز الخثلان. وقدم السلطان شرحاً لمفردة الصيام، وذكر أنها وردت في القرآن الكريم بلفظها «الصيام» في خمسة مواضع، وهي تعني الصيام في هذه المواضع الخمسة بمعناه الاصطلاحي في الإسلام، مبينا أن هناك خمسة مواضع أخرى وردت عن الصيام ولكن دون أن يذكر بلفظه، وإنما عرفت أنها تعني الصيام من خلال المسار الدلالي للآيات الكريمة. وعرج السلطان على توضيح أن القرآن تحدث عن مفردتين هما الصيام والصوم، وهما مختلفتان في المعنى الاصطلاحي والدلالي في سياقاتها القرآنية، فحينما يورد الله سبحانه لفظة الصيام في القرآن فإنها تعني الصيام المعروف وهو الإمساك عن الطعام والشراب والشهوات من طلوع الفجر إلى مغيب الشمس، أما لفظة الصوم فحينما ترد في القرآن فهي تعني الإمساك والامتناع بشكل مطلق. وأخذ بعد ذلك في الحديث عن مفردات آية الصيام، ذاكراً أنها جاءت باستخدام النداء من خلال حرف النداء (يا)، ومن الملاحظ أن القرآن الكريم لم يستخدم حرف نداء غير (يا) في كل استخداماته، وذلك له دلالات بلاغية ونحوية، وهو مما جعل النحاة العرب يختلفون في تحديد معنى حرف النداء (يا) هل هو حرف لنداء البعيد كما ذهب ابن مالك وابن هشام، أم هو لنداء البعيد والقريب كما يرى غير واحد من النحاة أو هي للقريب فقط.