شهد منفذ البطحاء الحدودي، أمس، تكدساً في الشاحنات القادمة من دولة الإمارات العربية المتحدة، للمرة الثانية خلال العام الجاري، معيداً بذلك مشهد التكدس الذي حدث في شهر يونيو الماضي. ونقلت مصادر إماراتية أن «التقدير الأولي لطول طابور الشاحنات المتوقفة في الجانب الإماراتي عند منفذ الغويفات الحدودي، وصل إلى مسافة 15 كيلومتراً. وضم أكثر من خمسة آلاف شاحنة متكدسة». وانتابت السائقين مخاوف، من تعرض بضائعهم إلى التلف بسبب توقف حركة المرور عبر الحدود، ما سيضطرهم إلى البقاء لأيام. وإذا كان التكدس الأول حدث وسط أجواء حارة جداً، يحدث الثاني وسط جو يميل إلى البرودة بشكل تدريجي. وأشارت وسائل إعلام إلى «القلق من التأثيرات السلبية التي سيجلبها هذا التكدس»، مطالبة ب«حلول جذرية لهذه المشكلة». وعلى رغم محاولة «الحياة» الحصول على توضيح من الجانب السعودي، ممثلاً في الجوازات وإدارة الجمارك، إلا أن مسؤولين فيهما فضلوا التريث في الرد على الإدعاءات الإماراتية. فيما أوضح الناطق الإعلامي في الجمارك السعودية عبدالله الخربوش، أثناء التكدس الذي حدث قبل أشهر، أنه تم «تطبيق برنامج آلي جديد في منفذ البطحاء الجمركي، لإدخال بصمات سائقي الشاحنات، ما أسهم في زيادة التكدس عن المعتاد». جاء هذا التصريح خلال اجتماع عقد بين الجانبين السعودي والإماراتي، أعلن بعده إنهاء أزمة التكدس. ويبلغ متوسط عدد الشاحنات التي تم فسحها يومياً من جمارك البطحاء خلال العام الماضي، 1250 شاحنة، وازداد خلال الربع الأول من العام الجاري، ليصل إلى 1800 شاحنة، وخلال التكدس الماضي، تم فسح أكثر من ألفي شاحنة، لدخول الأراضي السعودية في يوم واحد، بحسب الخربوش. ويشهد منفذ البطحاء الجمركي، تنفيذ مشاريع تطويرية عدة، أبرزها توسعة الساحات الجمركية المخصصة لإنهاء فسح الواردات وفصل ساحات الترانزيت عن الساحات الجمركية الأخرى. ويتوقع الانتهاء منه خلال الأشهر المقبلة. ودعا أصحاب مكاتب تخليص جمركي سعوديون، إلى إيجاد «حلول جذرية وسريعة»، لمشكلة التكدس من الجانبين، السعودي والإماراتي، مشيرين إلى «ضيق الساحة الجمركية، التي لا تتحمل التدفق الكبير عليها من جانب الشاحنات». وقالوا: «قلة أعداد الموظفين في الجمرك تحول دون الإسراع في إنجاز وتخليص الإجراءات الجمركية».