دعا أبو بكر البغدادي، الذي بايعه ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» أميرا للمؤمنين في العالم، المسلمين إلى الهجرة إلى ما وصفها ب «دولة الخلافة» على حد تعبيره، وذلك في رسالة مسجلة، نشرت على شبكة الإنترنت. وقال البغدادي في أول كلمة له بعد تنصيبه «أميرا للمؤمنين»: تعالوا إلى دولتكم أيها المسلمون، نعم دولتكم فسوريا ليست للسوريين، والعراق ليس للعراقيين، إن الأرض لله، يورثها مَنْ يشاء، والعاقبة للمتقين. الدولة دولة المسلمين، والأرض أرض المسلمين، كل المسلمين، فيا أيها المسلمون في كل مكان مَن استطاع الهجرة إلى الدولة الإسلامية فليهاجر». واعتبر المعارض السوري، كمال اللبواني، أن دعوة البغدادي تشكل خطرا كبيرا على الشعب السوري، وعلى المنطقة كلها، خاصة أن ملايين السوريين هاجروا من أرضهم، وأصبحت مناطق، ومدن كبيرة فارغة من سكانها، وأصبحت الأرض مهيأة للبغدادي كي يؤسس دولته، ويدعو العالم إلى الاستيطان فيها. وقال: لنتذكر أن الأسد كان يسمّي سوريا ب «سوريا الأسد»، وكل مَنْ لا يقبل بنظامه مُعرّض للهلاك. وأوضح اللبواني في حديثه ل «الشرق»: أن أصل المشكلة ليس تنظيم «داعش»، وزعيمه البغدادي، بل ممارسات نظام الأسد، وإيران، وخذلان المجتمع الدولي السوريين. وأضاف: «داعش» الوجه الآخر للنظام الإيراني، وتوابعه في سوريا، والعراق، والوجه الآخر لحزب الله اللبناني «حالش»، وكل المليشيات العراقية، التي أسسها الحرس الثوري الإيراني. واعتبر اللبواني أن كلام البغدادي يأتي من مبدأ إسلامي صحيح، فالأرض ملك لله يورثها عباده، والدول تزول، وتفنى، والأرض ليس لها هوية، لكن سوريا، والعراق تم إفراغهما من سكانهما عمدا، وهذا ما قام به نظاما الأسد، والمالكي، بدعم من حكام طهران، وهو ما هيّأ الأرضية للبغدادي كي يطلب من الناس الهجرة إلى هذه الأرض، والاستيطان فيها، وإقامة دولته أمام أنظار العالم!. وحمّل اللبواني المجتمع الدولي، والإدارة الأمريكية بشكل خاص، المسؤولية عما يجري، بسبب السكوت عن ممارسات نظام الأسد في القتل، والتهجير، والتدمير. وأضاف: مأساة الشعب السوري ستصبح لعنة ستلحق بكل مَنْ تغاضى عنها، والمجتمع الدولي سيدفع الثمن. وقال إن أمريكا رفضت التدخل، وتركت النظام يعيث فسادا في طول البلاد وعرضها، واعتبرت سوريا مكانا لاستنزاف قوى التطرف، فكانت النتيجة استنزاف قوى الاعتدال، وسيطرة التطرف على المنطقة، وهذا دليل على حماقة السياسية الأمريكية في المنطقة، وسوريا بشكل خاص. وتساءل اللبواني قائلا: هل يعقل أن يجتاح 7000 مقاتل من «داعش» كل هذه المناطق إن لم تكن هناك مظلة دعم من طهران، وبغداد، ودمشق، تحمي هذا التنظيم، وتقدم له الأرض دون قتال، وكذلك الأسلحة، والمعدات الثقيلة، التي بدأت تظهر الآن؟.