أشاد يورجن كلينسمان مدرب المنتخب الأمريكي لكرة القدم بحارس مرمى فريقه تيم هاوارد، الذي فاز بلقب «رجل المباراة» رغم خروج الفريق من منافسات دور ال16 من المونديال، بهزيمته 1-2 في الوقت الإضافي أمام المنتخب البلجيكي مساء الثلاثاء الماضي. وكاد أداء هاوارد الرائع، يمدد المباراة إلى ضربات الجزاء الترجيحية بعدما سجل رقماً قياسياً جديداً بتصديه ل15 تسديدة خطيرة ليحافظ على نظافة شباكه أمس لمدة 90 دقيقة قبل أن تحسم بلجيكا المباراة خلال الوقت الإضافي. وقال كلينسمان: «ما قدمه تيم من أداء الليلة كان ظاهرة استثنائية. فقد نجح في إبقائنا بالمباراة، لاشك في أنه قدم مباراة مذهلة الليلة». وبدأ تألق هاوارد في المباراة منذ بدايتها، حيث تصدى بساقه لتسديدة من البلجيكي ديفوك أوريجي تقريباً في الثانية 40 من اللقاء. واهتزت شباك حارس مرمى إيفرتون الإنجليزي أخيراً في الدقيقة الثالثة من الشوط الإضافي الأول عن طريق كيفين دي بروين قبل أن يضيف البديل روميلو لوكاكو هدف بلجيكا الثاني في الدقيقة 105 من اللقاء. واستمر تألقه حتى نهاية المباراة، وحتى في الوقت الإضافي نجح الحارس الأمريكي في قيادة فريقه للمقاومة بقوة عندما سجل جوليان جرين الهدف الأمريكي الوحيد في الدقيقة 107 من المباراة. ولكن رغم الضغوط الأمريكية لم ينجح الفريق، الذي يدربه كلينسمان في إدراك التعادل وتمديد المباراة إلى ضربات الجزاء المرجوة. وقال كلينسمان: «كلما أبقاك في المباراة لوقت أطول، زاد الأمل لديك.. فمن هنا تريد أن تنطلق من جديد، أن تعتلي ظهر تيم ليعيدك إلى المباراة من جديد». وأضاف: «هذه المباريات تحسمها صغائر الأمور، وبفضل تيم ظلت الفرصة سانحة أمامنا طوال 120 دقيقة.. كان عرضاً مذهلاً في حراسة المرمى بكل تأكيد. ويجب أن يفخر تيم بنفسه». ووفقاً لشركة «أوبتا» التي تجمع المعلومات والبيانات الرياضية إن إجمالي عدد المرات التي تصدى فيها هاوارد للكرة خلال المباراة هو الأعلى من نوعه في أي مباراة فردية ببطولات كأس العالم منذ 1966، عندما بدأت الشركة تجمع معلومات عن بطولات كأس العالم. وأكد الحارس المخضرم (35 عاماً) أنه يشعر بخيبة أمل كبيرة بعد خروج أمريكا من منافسات المونديال رغم أنه قدم واحدة من أفضل مباريات مشواره الرياضي. وقال هاوارد: «لا يهمني أي من ذلك حقاً. لأنني أعتقد أنني موجود من أجل هذا الأمر.. إنه جزء من العمل، كما أن الهزيمة أمر مؤلم سواء لم أتصد لأي تسديدات أو تصديت لعشرين. لم يعد لهذا الأداء أي أهمية على الإطلاق». وأكد هاوارد أن المنتخب الأمريكي «بذل قصارى جهده» في تلك المباراة، ولكن «فشلنا في تحقيق حلمنا» أمام المنتخب البلجيكي القوي. وقال: «إنهم فريق قوي، وضغطوا علينا بشدة.. يا إلهي كنا قريبين للغاية. أوشكنا على تحقيق الفوز، لذا لنرفع القبعات لأداء فريقنا الليلة. إننا فخورون بأنفسنا». وأضاف: «إنها مجموعة يافعة وسنعود من جديد. إننا متعطشون للمزيد، فقد جربنا شعور اللعب أمام أفضل لاعبين في العالم، وأفضل لاعبين محترفين في أوروبا. آمل أن نعود لتحقيق المزيد». بينما أكد كلينسمان أن لاعبيه يجب أن يفخروا بأدائهم وأنهم سيتعلمون كثيراً من هذه التجربة. كما أعلن المدرب الألماني عن نيته بالبقاء في منصبه كمدرب للفريق الأمريكي لمدة أربعة أعوام أخرى حتى بطولة كأس العالم المقبلة في روسيا، مشيراً إلى أنه سيحاول استكمال طريقه انطلاقاً من التطور الذي شهده الفريق في السنوات القليلة الماضية، وكذلك عن طريق ضم مزيد من اللاعبين الشباب. وقال: «إنك تصل إلى نقطة حيث يتوجب عليك أن تبتلع مرارة مباراة كهذه اليوم، وأن تجد طريقة ما لمواصلة المشوار».