شارع الأمير محمد بن فهد، أو الشارع الأول، بلا شك هو من أحد أهم الشوارع الحيوية في الدمام، فهو يقطع المدينة من كورنيش الدمام حتى يلتقي بطريق الظهرانالخبر، قاطعاً عدة أحياء مهمة وبها كثافة سكانية كبيرة، منها أحياء المزارع والطبيشي والأمير محمد بن سعود. ولأن عدداً من المدارس الحكومية والخاصة وإدارات حكومية أخرى تقع على جانبي الطريق فهو يعبره يومياً مئات من الأطفال وكبار السن ومستخدمي الطريق غير عابئين، أو متحملين الأخطار المحدقة بهم من جراء الكم الهائل من السيارات المسرعة التي تقطع الطريق لحاقاً بإشارة أو استعجالاً للحاق بموعد ما. وفي جولة «الشرق» التي قامت بها في عدة أنحاء من الشارع، والتقت بعدد من سكان تلك الأحياء، وقفت على اقتراح إنشاء جسور مشاة في عدد من النقاط في هذا الشارع الحيوي، لكن هذا الاقتراح الذي لاقى قبولاً لدى بعض الناس، وجد أيضاً اعتراضاً لدى فئة أخرى، وكل له مبرراته.. فماذا قالوا؟ يقول المواطن حمدان السلمي: تشكل جسور المشاة أهمية بالغة لمستخدمي الطريق خصوصاً ممن لديهم ظروف تمنعهم من عبور الشارع في ظل عدم وجود محددات تجبر قائدي المركبات على ترك الفرصة أمام المشاة في العبور، لازدحام وسرعة السيارات وعدم وجود إشارات مرورية يتحكم فيها المشاة للعبور، لاسيما كبار السن وطلاب المدارس التي تقع مدارسهم على جانبي الطريق. وطالب السلمي أمانة المنطقة الشرقية الاهتمام بهذا الجانب، وإعطاء الشوارع الرئيسية التي تشهد ازدحاماً بالسيارات ومستخدمي الطريق أهمية في إنشاء جسور مشاة تحفظ لهم أرواحهم. وقال عبدالمنعم السلمان من سكان حي الأمير محمد بن سعود: إن إنشاء جسور المشاة أمر ضروري في ظل تهور بعض السائقين وعدم التزامهم بقواعد السلامة، خصوصاً مع وجود سائقين من صغار السن لا يدركون المسؤولية. وأضاف: إن كثيرا من حوادث الدعس وقعت في شوارع مماثلة.ويرى السلمان أن الحل لا يكمن في تكثيف المطبات الاصطناعية التي «تضر المركبات دون أن تردع المتهورين»، وإنما في إنشاء الجسور التي ستجعل المشاة بعيدين عن الخطر تماماً، أو وضع إشارات مرورية للمشاة كما هو معمول به في كثير من الدول يتحكم المشاة من خلالها حين رغبتهم في قطع الشارع بكل أمان. وترى الطالبة عائشة عبدالله أنها تشعر بالخوف يومياً أثناء ذهابها مشياً إلى مدرستها، وأنها تشعر بالقلق الشديد حتى تصل، معربة عن أملها في أن يوضع جسر للمشاة يخلصها من هذا القلق اليومي، أو أن تفتح بوابة أخرى للمدرسة ليست من جهة الشارع. لكن آخرين ممن التقتهم «الشرق» يرون عدم جدوى جسور المشاة، حيث أكد سعد الناصر أنه لا يفضل استخدام جسور المشاة إن وجدت، مبرراً ذلك باعتقاده أنها «تضيع الوقت وتطيل المسافة»، فيما يكفي عبور الشارع من أقصر الطرق ب «قليل من الحذر».ويطالب الناصر مرور الشرقية الاهتمام باشارات المشاة والمعمول بها في عديد من الدول حيث أن وجودها يفي بالغرض من إنشاء جسر للمشاة لا يستخدمه أحد في عبورهم أصلاً إلا قليل منهم. وأيده مبارك الشامسي، الذي اعتبر أن جسور المشاة لدينا «تكميلية وليست أساسية»، مضيفا أن «مجتمعنا لم يعتد على ثقافة الجسور، كما في بعض المجتمعات الأخرى، التي أصبحت لديهم حاجة ضرورية».ويرى أن يتم استبدالها بإشارات مرورية للمشاة يتم التحكم بها عن طريق المشاة وعابري الطريق أنفسهم. وعدّد أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد الجبير، في حديث ل «الشرق» ثلاثة أمور اعتبر أنها مرتبطة بإنشاء الجسور؛ الأول احتياج المكان في المقام الأول، وتعتبر عناصر الجذب الموجودة على جانبي الطريق هي التي تحدد موقع المشاة، فإذا زادت حركة المشاة يتم دراسة الموقع لوضع جسر مشاة، والأمر الثاني المرور له دور كبير في أخذ المؤشرات منه، عن طريق تحديد أماكن كثرة المشاة وأماكن الدعس عند حدوثها لاسمح الله، التي تنجم غالباً عن قطع الشارع، أما الأمر الثالث فهو إمكانية مناسبة المكان لإقامة تلك الجسور. وأكد الجبير ترحيبه بمشاركة القطاع الخاص، وأنه من أهم أولويات الأمانة التي تبحث عنها وتريد تفعيلها، بحيث يتم استغلال تلك الجسور في وضع الإعلانات التجارية، على أن يكون تحديد مكان جسر المشاة من اختصاص الأمانة وفي المكان المناسب الذي يتطلبه، وبين أنه لا يوجد أي تأخير في بناء تلك الجسور، مؤكداً أن الإشكالية الوحيدة هي عدم جاهزية البنية التحتية للشارع، وتحديد مكان الإنشاء، وفي الأغلب إنشاء جسر المشاة لا يتجاوز ستة أشهر. وأشار الجبير إلى أن هناك أكثر من 14 جسر مشاة يجري تنفيذها في كلٍّ من الدماموالخبر، وهي مصممة وجاهزة للتنفيذ فور اختيار المكان المناسب لها، مبيناً أن شارع الأمير محمد بن فهد بالدمام واحدٌ من تلك المواقع التي يشملها إنشاء أحد تلك الجسور.