هناك محاولات لتسفيه الرأي العام في المملكة بقضايا تافهة مثل قضية إصبع إيمانا وقضية تغريدة الشيحي، مر على ملاعبنا أجانب كثيرون وعملوا فضائح كثيرة تفوق ما فعل إيمانا ولم تشغل معها الرأي العام بهذا الحجم، وفي النهاية لا أحد سيكسب قضية على الهلال بسبب سطوة الإعلام الهلالي وأسباب أخرى. من ناحية أخرى هل يستطيع صالح الشيحي أساساً أن يقيم الوضع الثقافي في المملكة وهو الذي كتب عدة مقالات من مدينة عربية شهيرة طالبه جمهوره حينها بالتوقف عن كتابتها وستر نفسه. المشكلة أن بعض الصحف السعودية صارت تلوك هذه القضايا الواحدة تلو الأخرى وأصبح عشرون كاتبا في نفس الصحيفة يكتبون عن نفس القضية كأنك في منتدى إنترنت وليس في صحيفة سيارة، والمعروف أن وظيفة الصحيفة أن تقدم فكرا متجددا وكل كاتب له لون مختلف وأفكار جديدة لا أن تتحول الكتابة الصحفية لردود أفعال لما يُكتب في الصحف فقط أو ما يدور في تويتر. مهمة المقالة الصحفية التنوير والابتكار والإبداع وليس ترديد نفس الموضوعات ومن حق القارئ أن يستنير بمطالعته الصحف ويغرف من مدارس الفكر والمعرفة لا أن يصادفه ما يجده من تكرار في الإنترنت. صعوبة الحصول على كُتاب مثقفين يجيدون المبادرة وطرح الموضوعات الجديدة التي تمتع القارئ وتفتح آفاقه أوقعت بعض الصحف المحلية في حرج شديد مع القارئ النابه وأوقعها أمام مسؤولية مهنية لا يمكن الحياد عنها.