علي الشدي - الاقتصادية السعودية ليعذرني القارئ الكريم إن كرّرت طرح هذا الموضوع أكثر من مرة.. فهو الهَم الذي يلازم كاتب الرأي، حيث يجد نفسه أحياناً (قد أُلقي في اليم مكتوفاً.. وقيل له إياك أن تبتل بالماء!)، فالمسؤول والقارئ يطالبانه بتحرّي الدقة.. وهو أحرص منهما على ذلك؛ لأن عدم دقة المعلومات في مقالاته يضع اسمه وسمعته على المحك.. لكن لو انتظر الإجابة وفي ظل تأخر، بل امتناع معظم الجهات الحكومية عن أعطاء المعلومة.. لما كتب شيئاً!! وحتى بعد أن يكتب.. لو لقي التجاوب والتصحيح للمعلومات الواردة في مقاله.. لما وجد غضاضة في أن يعود مرة أخرى ويقول: لقد أخطأت في مقالي والصواب هو ما وردني من الجهة ذات العلاقة، ثم يسرد المعلومات الصحيحة بشرط أن يحصل عليها في الوقت المناسب، أما أن ينتظر أسابيع وربما شهوراً كي تتكرّم إدارة العلاقات العامة بالرد، فإن من الصعب العودة للموضوع بعد أن تجاوزه الزمن ونسيه القارئ! ولقد كتبت في هذه الزاوية قبل أقل من عام، وقلت (إن كاتب الرأي كمَن يسير على حد السيف.. فهو يجد صعوبة، بل استحالة أحياناً في الحصول على المعلومة قبل أن يكتب موضوعه ثم يجابه بصمت المسؤول بعد أن يكتب) وأعود اليوم لأضيف، بل يجابه بعتب المسؤول لأنه لم يتحر الدقة فيما كتب!! ولحل هذه الإشكالية لا بد من تدخل وزارة الثقافة والإعلام لتنفيذ التوجيهات السامية المتكررة للمسؤولين بالتجاوب مع ما يطرح في وسائل الإعلام، حيث تنسق الوزارة مع مكاتب الإعلام والعلاقات العامة في الوزارات والأجهزة الحكومية لمعرفة مدى سرعة تجاوبها مع طلب الكُتاب للمعلومات قبل الكتابة وسرعة تعقيبها على ما ينشر لوضع الصورة الصحيحة أمام المواطن الذي يعتمد على أن ما يكتب من نقد هو الصحيح ما لم يرد الإيضاح المقنع من الجهة ذات العلاقة! وأخيراً: سيظل الكاتب يكتب حتى لو اُتهم بعدم الدقة.. فقدره أنه أصبح كاتباً يعلق عليه المواطن أمله في إيصال صوته للمسؤول.. ونقد الأوضاع غير الصحيحة في شتى المجالات، ولكنه سيكون مرتاحاً لو حصل على المعلومة بسهولة ليكتب عن علم كامل بأبعاد المشكلة والجهود المبذولة لحلها.. وعندها ستختفي فقاعات النقد بهدف الإثارة.. ويبقى فقط النقد والحلول المطروحة بشكل إيجابي متعقل! تغريدة صحفية!! كفانا الله وإياكم شر التغريدات.. فكم من تغريدة (قالت لصاحبها دعني) وتغريدتي الصحفية اليوم موجهة للزميل الدكتور عبد الواحد الحميد، الذي شغلته قضايا العمل والبطالة لسنوات ثم عاد إلى عشقه الأول.. الكتابة.. فظهر على شاطئ "الجزيرة" مغرداً بعض أيام الأسبوع.. فأهلاً وسهلاً (بأبي أريج)، الذي خسرناه مسؤولاً في جهة حكومية واحدة لكننا كسبناه في مجال أرحب.. ولقد سعدت بمقاله يوم أمس عن الاتجاه المعاكس الذي عاد (وليته لم يعد) لكيلا يزيد شد أعصاب المواطن العربي.. إلا إذا أخذناه كبرنامج هزلي يضحكنا كثيراً، كما قال الدكتور عبد الواحد في مقاله.. وبذلك نرسخ المقولة التي تزداد صحة على مر الأيام (شر البلية ما يضحك)!