قال السفير النيوزيلندي لدى السعودية هاميش ماكمستر إن بلاده تصدِّر 95% من الأغذية التي تنتجها، بينما تستورد السعودية من 80-90% من الأغذية التي تستهلكها، الأمر الذي جعل نيوزيلندا شريكاً مثالياً للسعودية. كاشفاً عن مشروع تعاون مشترك بين البلدين، عبارة عن مزرعة نيوزيلندية بالقرب من مدينة الدمام، تستخدم تكنولوجيا ومعدات نيوزيلندية، بهدف تطوير القطاع الزراعي والغذائي في السعودية. وأضاف ماكمستر ل «الشرق»، بأنه سيتم من خلال هذا المشروع الضخم تصدير أفضل وأجود أنواع الأغنام النيوزيلندية الحية عبر الجو، التي تتم تربيتها في المملكة، بهدف التكاثر والإنتاج، مؤكداً أنه تمت دراسة المشروع والتأكد من مناسبته وملاءمته للأوضاع والظروف في السعودية، مشيراً إلى أن المشروع يستهدف تطوير نوعية الغذاء عند السعوديين وتوفير لحوم ذات مستوى عالٍ من الجودة في المملكة. وبين السفير النيوزيلندي إمكانية التوسع في هذا المشروع مستقبلاً، وإطلاق مشاريع مشابهة له في مختلف مناطق السعودية، مضيفاً أن بلاده تعطي مسألة الأمن الغذائي أهمية كبرى، ما جعلها تتمتع بالخبرة في هذا المجال. وقال إن السعودية تتطلع لبناء أمنها الغذائي، الأمر الذي نتج عنه خطة وتوجه لدخول عدد من الشركات النيوزيلندية المتخصصة في الأمن الغذائي للاستثمار في السعودية، والقيام بإنشاء مختبرات لها، واستقطاب خبرائها لإجراء اختبارات على جودة الأغذية والتأكد منها، ما سيساهم بشكل كبير في تطوير الأمن الغذائي السعودي، ورفع جودة الغذاء في البلاد. وأكد السفير النيوزيلندي على أهمية العلاقات بين بلاده والسعودية. وقال: «السعودية تعتبر السوق الأهم والأكبر في منطقة الشرق الأوسط للصادرات النيوزيلندية، والعلاقات بين البلدين انتقلت من مرحلة التعاون إلى مرحلة الشراكة والتكامل، بما يحقق مصالح الجانبين، فنيوزيلندا تعتبر مزوداً عالمياً للمواد الغذائية، ذات الجودة العالية، والمملكة لديها مصادر الطاقة والنفط. وأوضح ماكمستر أن المملكة تحتضن 85 شركة نيوزيلندية تعمل في عدة مجالات، وبلغت قيمة الصادرات النيوزيلندية للمملكة من يناير 2013 إلى يناير 2014 نحو 540 مليون دولار، تتركز غالبيتها على منتجات الحليب واللحوم. في حين تبلغ قيمة الواردات النيوزيلندية من السعودية نحو 949 مليون دولار، تشكل المنتجات البترولية النسبة الأعلى منها. وشهدت العلاقات السعودية النيوزيلندية تطوراً ملحوظاً وسريعاً في الفترة القليلة الماضية، وقال ماكمستر: «مما يؤكد عمق العلاقات السعودية النيوزيلندية وحرص الجانبين على تطويرها هي الزيارات رفيعة المستوى من الطرفين، فالزيارات التي نشهدها في العام الواحد كانت تتم كل عشر سنوات سابقاً، فمنذ وجودي هنا في المملكة منذ يناير هذا العام قام ثلاثة وزراء نيوزيلنديين بزيارة المملكة، وقام وزير الزراعة السعودي الدكتور فهد بالغنيم بزيارة نيوزيلندا مؤخراً، فهذه كلها مؤشرات قوية على اهتمام الجانبين بتعزيز التعاون بينهما وأن العلاقات تسير في الاتجاه الصحيح». وأوضح ماكمستر أن التعاون الاقتصادي بين البلدين يتركز في عدة جوانب من أهمها قطاع الزراعة، مشيراً إلى التوسع في الاستثمارات السعودية في نيوزيلندا مؤخراً في هذا القطاع، إضافة إلى قطاع التعليم الذي يعد أحد أهم القطاعات الحيوية المهمة وإحدى أهم نقاط الالتقاء بين البلدين، حيث يوجد حوالى (5) آلاف طالب سعودي في نيوزيلندا، إضافة إلى تقديم عدد من الجامعات النيوزيلندية لخدماتها في المملكة، فعلى سبيل المثال جامعة أوكلاند تعمل مع جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن في تصميم المناهج وإدارة الجامعة. وكذلك هناك تعاون مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في تشغيل إحدى كليات المؤسسة بخبرة نيوزيلندية.