مازالت مشاعر الحزن والأسى تخالج أهالي منطقة الجوف منذ تلقيهم خبر وفاة المبتعثة ناهد المانع التي غُدر بها وهي في طريقها لمعهد اللغة الذي تدرس فيه في بريطانيا على أيدي مجهولين، ففيما أكد الأمير فهد بن بدر أمير الجوف حرصه ومتابعته مع سفارة خادم الحرمين الشريفين في بريطانيا لقضيتها، توافد المعزُّون إلى منزل والدها في مدينة سكاكا لتقديم واجب العزاء. وتواصلت «الشرق» مع بعض أفراد عائلتها، ورجَّح خالها إبراهيم الزيد أن العنصرية وراء مقتل ابنة شقيقته، وأضاف «كانت تخرج يومياً للمعهد وهي ترتدي الحجاب الشرعي الكامل». وتابع: «أشار المحققون البريطانيون أثناء حديثهم مع شقيق الفتاة المرافق معها إلى أنها قد تكون قتلت بسبب دينها». وبين الزيد أن ابنة أخته لم تتعرض لمضايقات في السابق، غير أن أخيها المرافق لها ذكر أن مبتعثات مسلمات تعرضن لعبارات عنصرية بسبب حجابهن الإسلامي. وأضاف: «ناهد وأخوها رائد كانا في نفس المعهد، وكان أخوها قد سبقها للمنزل القريب من المعهد، وقامت هي باللحاق به قبل ساعة من موعد محاضرتها، إلا أنها تعرضت لحادث القتل في الطريق». وعن آخر تطورات القضية، قال الزيد: «لا يوجد جديد في القضية إلا أنه تم القبض على شخص بريطاني مشتبه فيه»، مؤكداً أن ناهد كانت تعمل محاضرة في جامعة الجوف منذ قرابة عامين، والجامعة أجبرتها على الابتعاث الخارجي، رغم أنها وجدت ابتعاثاً داخلياً، وأنها ذهبت قبل عام إلى بريطانيا، لإكمال مشروعها العلمي لتحصل على درجة الدكتوراة في الأحياء، مطالباً بتغيير نظام الابتعاث الإجباري في الجامعات. من جهته، أعرب اتحاد الجمعيات الطلابية الإسلامية (FOSIS) عن حزنه الشديد لفقده عضواً من أعضائه، وقال رئيس الاتحاد عمر علي، إنه استقبل خبر مقتل الفتاة المسلمة بحزن شديد، وأنه يأسف إذا كان السبب وراء القتل دينها وأن تقتل بهذه الوحشية. وأضاف علي أن «هذا ليس أول هجوم على طالب مسلم، وبالتأكيد ليس الأخير، سننتظر نهاية التحقيق ونتائجه، وإذا كان القتل دوافعه الكراهية للإسلام، لابد على الساسة والمؤسسات والمنظمات التي تتبنى التحريض على الإسلام والمسلمين، أن تتحمل المسؤولية الكاملة وراء هذا الهجوم»، كما نصح الطلاب المسلمين وخاصة الفتيات اللاتي يرتدين الزي الإسلامي بأخذ الحيطة والحذر. وفي الجوف توافد المعزون إلى منزل والد الفتاة في مدينة سكاكا لتقديم العزاء في الفقيدة، فيما أكد الأمير فهد بن بدر أمير منطقة الجوف حرصه ومتابعته مع سفارة خادم الحرمين الشريفين في بريطانيا لقضيتها، مقدماً تعازيه ومواساته لأسرة المبتعثة من جامعة الجوف. وزار وكيل الإمارة أحمد بن عبدالله آل الشيخ يرافقه عدد من المسؤولين أمس ذوي الفقيدة وقدموا واجب العزاء. وأعرب والد الفقيدة باسمه ونيابة عن أسرة الزيد عن بالغ شكرهم وتقديرهم لحكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي العهد ولأمير منطقة الجوف وسفير المملكة في لندن، على ما أبدوه من اهتمام لقضية مقتل ابنتهم التي عُرف عنها الصلاح والالتزام بتعاليم ديننا الحنيف وحب الخير. كما أعرب مدير جامعة الجوف الأستاذ الدكتور إسماعيل البشري عن بالغ حزنه وأساه بنبأ مقتل المبتعثة ناهد بنت ناصر المانع الزيد، وقدم باسمه ونيابة عن كافة منسوبي الجامعة ومنسوباتها أصدق التعازي والمواساة لوالدها.