نفى شقيق الطالبة السعودية المبتعثة "28 عاماً"، التي قتلت غدراً فجر أمس في مدينة كولشستر في بريطانيا؛ ما يُثار حول قصة قتلها في مواقع التواصل الاجتماعي وما تعرضت له من اتهامات، قائلاً: "خافوا الله! أختي ملتزمة وكانت تصوم الاثنين والخميس", وأضاف : "إن أخته كانت تعمل محاضرة في جامعة الجوف، قرابة العامين، فأجبرتها الجامعة للابتعاث الخارجي، علماً أنها وجدت ابتعاثاً داخلياً، أو تُحال إداريةً بالجامعة". مضيفاً أنها ذهبت قبل نحو عام إلى بريطانيا، وبرفقتها أخي الآخر كمرافق؛ لإكمال مشروعها العلمي لتحصل على الدكتوراه في الأحياء، وهناك واصلت تعليمها ولم تكن لها عداوات وكانت على خلق ومتدينة, وتصوم الاثنين والخميس، وكان يرافقها أخي يومياً للمعهد، إلا ذاك اليوم الذي قُتلت فيه. وقال: أمس سمعنا نبأ تعرضها للطعن في أماكن متفرقة بجسدها، وهي بطريقها إلى المعهد، وأنها توفيت فوراً، فأوقفت السلطات الأمنية البريطانية أخي المرافق معها حوالي عشر ساعات على ذمة التحقيق، ثم أفرجت عنه. وعن أسباب ما حصل قال: "لا نعرف شيئاً، وهاتفني سفير خادم الحرمين الشريفين في بريطانيا، الأمير محمد بن نواف بن فيصل، هناك، وقدم لنا العزاء ونحن ننتظر نتائج التحقيقات. وكان خال المقتولة إبراهيم الزيد كشف تفاصيل جديدة عن مقتل الطالبة المبتعثة من قسم الأحياء بجامعة الجوف في بريطانيا، عند ذهابها إلى جامعة في كولشستر. وقال "الزيد": أجبرت جامعة الجوف بنت أختي ناهداً الزيد على الابتعاث وابتزازها بالفصل إن لم تذهب، فذهب معها شقيقها وهو خريج جامعة أيضاً للدراسة، ويوم مقتلها ذهب شقيقها إلى محاضرته قبلها بساعتين، والمسافة للجامعتين تحتاج لعشر دقائق تقريباً. و وفق "سبق" أضاف: عندما عاد شقيقها وجد المنطقة القريبة من السكن محاطة بالأمن، وتم استجوابه وتوقيفه للتحقيق وخرج بعدها بساعات. ولفت الزيد إلى أن السبب في مقتلها هي العنصرية في تلك المنطقة؛ إذ سبق تهديد إحدى الطالبات السعوديات القادمات للدراسة هناك. من جهته شدد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز، على الإدارات المعنية في السفارة بوضع كامل جهدها في متابعة قضية مقتل الطالبة السعودية في العاصمة البريطانية لندن. واستدعى الأمير محمد، مسؤولي قسم الرعاية السعوديين والشؤون القانونية؛ للنظر في الإجراءات المناسبة لمتابعة القضية وللوقوف إلى جانب أسرة القتيلة وتوفير جميع ما يلزم لهم في هذه الظروف، إضافة إلى النظر في إجراءات التواصل النظامية والسليمة مع السلطات المحلية المعنية بالنظر في القضية. وأعرب الأمير محمد بن نواف، في اتصال هاتفي يوم أمس الثلاثاء، مع شقيق الفقيدة في المملكة عن أصدق تعازيه لعائلتها، مؤكداً سرعة اتخاذ السفارة لجميع الإجراءات الخاصة بنقل جثمان الفقيدة إلى المملكة، مبرزاً في هذا الصدد أن السفارة لن تتوقف حتى يتم التوصل إلى جوانب هذه القضية. وأكد أن القضية محل اهتمامه ومتابعته الشخصية حتى يتم الوصول إلى من يقف وراء مقتل الطالبة، ولكي تأخذ العدالة مجراها، وأن الشؤون القانونية تتابع بشكل مباشر مع الجهات المعنية تفاصيل القضية. وأوضح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، أن شقيق الفقيدة الموجود معها في بريطانيا قد غادر مركز الشرطة، بعد تعرفه على جثمان شقيقته، وأنه اطمأن عليه وعبر له عن أحرّ تعازيه في وفاة شقيقته. ولفت الانتباه إلى أن الجهات المعنية قد ألقت القبض على مشتبه به في مقتل الطالبة، داعياً وسائل الإعلام بمختلف أنواعها إلى الاعتماد على ما يصدر من السفارة في هذا الخصوص. من جانبه أعرب مدير الجامعة الدكتور إسماعيل بن محمد البشري، عن بالغ حزنه وأساه بنبأ مقتل المبتعثة من الجامعة ناهد بنت ناصر المانع الزيد، وهي في طريقها لمعهد اللغة الذي تدرس به في بريطانيا. وقدم باسمه ونيابة عن كافة منسوبي الجامعة ومنسوباتها، أصدق التعازي والمواساة لوالد المبتعثة- رحمها الله وأسكنها فسيح جناته- كما قدم صادق التعزية لجميع ذويها وأفراد أسرة المانع بمنطقة الجوف، وإلى جميع منسوبي الجامعة وأهالي المنطقة بهذا المصاب.