سادت حالة من التشكيك والصدمة أرجاء إسبانيا مع خروج حاملة اللقب من منافسات دور المجموعات من بطولة كأس العالم لكرة القدم الحالية في البرازيل بعد هزيمتها 0-2 أمام نظيرها تشيلي. وكانت هذه المرة الأولى في تاريخ بطولات كأس العالم التي تخسر فيها حاملة اللقب مباراتيها الأوليين في البطولة. كما أنها المرة الأولى في تاريخ إسبانيا بنهائيات كأس العالم، الذي شهد 14 مشاركة للماتادور، التي تخرج فيها إسبانيا من مباراتيها الأوليين في دور المجموعات دون أن تحرز نقطة واحدة. وأكد مدرب إسبانيا السابق خوسيه أنطونيو كاماتشو، في تحليله للمباراة على قناة «تيلي 5» التليفزيونية، أنها كانت «لحظة تعيسة بالنسبة للمنتخب الإسباني، إننا جميعاً ممتنون لما حققه هذا الفريق، ولكنهم خذلونا حقاً في بطولة كأس العالم هذه». بينما ألقى ميكو مهاجم إسبانيا في مونديال 1998 بفرنسا خلال تحليله الهزيمة على القناة نفسها، اللوم في الخسارة على تراجع الحالة البدنية للاعبين. وجاء العنوان الرئيس لصحيفة «آس» المدريدية: «وداعاً كأس العالم»، بينما اختارت صحيفة «إل موندو» عبارة : «فشل عالمي» عنواناً لها. ووصفت محطة «راديو ماركا» الإذاعية الحدث بأنه «وداع حزين يكاد يكون مثيراً للشفقة»، فيما تحدثت محطة «كادينا كوبي» عن «فشل غير متوقع ولكنه كبير للغاية». ولم تتمكن محطة «كادينا كوبي» مع مقاومة إغراء عقد مقارنة بين فشل المنتخب الإسباني الأخير بقيادة مدربه فيسينتي ديل بوسكي، وبين تنازل ملك إسبانيا خوان كارلوس الأول مؤخراً عن عرشه لولي عهده، حيث قالت: «لقد تنازلت إسبانيا عن عرش العالم في استاد ماراكانا». إلى ذلك، شكَّك لاعب خط وسط منتخب إسبانيا ونادي ريال مدريد الإسباني لكرة القدم تشابي ألونسو، في التزام بطلة مونديال 2010 في جنوب إفريقيا نحو إحراز الألقاب بعد قضاء 6 أعوام على عرش الكرة العالمية. وقال تشابي: «لم نتمكن من المحافظة على شغفنا، أو إقناع أنفسنا بحاجتنا إلى المنافسة على لقب البطولة». من جانبه، أكد حارس مرمى المنتخب الإسباني إيكر كاسياس، وقائده، أن كل لاعب في الفريق يجب أن ينظر إلى نفسه بعد الهزيمة أمام تشيلي، التي تأتي بعد هزيمة الفريق أمام هولندا 1-5 في مباراة الافتتاح. وقال كاسياس: «لم نلتزم جميعاً بالقدر الذي أردناه، وهذا هو السبب وراء عدم تحقيقنا نتيجة إيجابية في مباراتينا الأوليين.. الحقيقة هي كالتالي: الفريق لم يستحق التأهل إلى الدور التالي». ولكن أندريس إنييستا لاعب خط وسط برشلونة، الذي كان عاملاً حاسماً في جميع إنجازات منتخب إسبانيا في السنوات الماضية، أكد أن المسألة لا تتعلق بالالتزام وحسب. ونفى مدرب إسبانيا فيسينتي ديل بوسكي، الاتهامات التي يواجهها فريقه بأنه لم يكن بحالة جيدة للمشاركة في المونديال. وعلق على خروج إسبانيا من منافسات الدور الأول للمونديال قائلاً: «بأمانة لم أصدق الأمر».