عرض نادي المسرح في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، مساء أمس، مسرحيته «للعرض بقية» في مهرجان الدمام المسرحي للعروض القصيرة، على مسرح «إثراء» في مركز الملك عبدالعزير الثقافي العالمي بالظهران. بدأ عرض المسرحية، التي كتب نصها، وأخرجها راشد الورثان، بتشكيلات جسدية للممثلين، عبر مجموعة يحملون جنازة ميت لا يُعرف مَن هو، في انتظار صدور أمر بدفنه أو رميه؟.. تبكي المجموعة تارة، ويضحكون تارة أخرى، ثم ينسون أمره. ويتواصل العرض في صراع بين الممثلين. وشارك في تمثيل أدوار المسرحية أحمد الشايب، محمد البركات، أحمد العيسى، محمد حجي، محمد السالم، حسن الشبعان، عمار حسين، عبدالعزي السعيد، أحمد صادق، وعبدالله العلي. المسرحية كما يقول مؤلفها ومخرجها راشد الورثان، في كتيب المهرجان، تعتمد «على الفضاء المسرحي، والتكوينات الجسدية، والتشكيلات الجماعية للممثلين»، وتبتعد «عن البطولة الفردية»، وتعالج الوضع الذي وصل إليه بنو البشر في حب الذات، ما دفعهم لظلم أنفسهم. إلا أن الناقد المسرحي البحريني عبدالله السعداوي، قال في الجلسة التطبيقية، التي أقيمت عقب العرض في مقر فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام، وأدارها المسرحي ماهر الغانم، إن الورثان حاول أكثر الذهاب تجاه حالة الورشة في المسرحية، أكثر من تقديم عرض مسرحي. وأضاف: «الإشكالية التي شاهدتها في العرض هي أن النص يمشي على منوال واحد منغلق على الحالة الأولية»، وبالتالي هو بسيط، يمكن لأي أحد أن يقرأه. وأوضح أن كلمة الورثان في كتيب المهرجان، أشارت إلى أن هذا العمل عمل جماعي وغير ذلك، «ونحن لم نر شخصية في المسرحية»، مبينا أنه لم يذهب في اتجاه مسرحية كلاسيكية، فيها ملامح شخصية معينة، يبدأ معها الجمهور تتبع معاناتها، أو رؤية صراع، واحتدام يصير بينها وبين الشخصيات الأخرى كي تتكشف الأشياء للحضور. وذكر أن المشكلة التي شعر بها أن العرض أصبح حالة أحادية على المستوى الحركي، لأن المخرج وضع في يسار المسرح ويمينه «برتكبلات» حصرت الممثلين في أن يتحركوا في اتجاهات معينة، وشكّل خطاً عمودياً ينطلق من مقدمة المسرح إلى نهايته، وخطاً آخر يقطعه، ثم حاول كسر هذا الحاجز بأن يُنزل بعض الممثلين إلى الصالة، وكأنه يود القول إن هذه قضية منكم، وحتى لو لم يفعل ذلك، كانت المسرحية تسير في شكلها. وقال: من الممكن أن تكون هذه النقاط ساهمت في حصر العمل أو إخراجه، لأن الورثان عندما قرأ النص، اكتشف منذ اللحظة الأولى حالته، لأنه هو مؤلفه، ولم يرد أن يتعامل معه، بالبدء في اكتشافه شيئاً فشيئاً، ليكتشفه معه الممثلون. وأضاف: كما يقولون النص جبل جليدي، لا نستطيع عند قراءته، إلا أن نرى جزءاً منه، ومع التجربة والإعداد نراه مكتملا، وليس هناك نص واحد في المسرح، فهناك نص للمؤلف، ونص للمخرج، وآخر للسينوغرافيا، وغيرها، وبالتالي تتضافر جميعها في سبيل أن تبني الحركية. واختتم السعداوي حديثه، بأن الورثان قدم أعمالاً جميلة، ولكنه في هذا العمل أغلق نفسه في إطار واحد، كما كتب النص أول مرة، بدأ في كتابته مرة أخرى على الخشبة، ولو أنه فجر النص أكثر من ذلك لظهر بشكل أفضل. من جانب آخر، عقدت مساء أمس، محاضرة بعنوان «السينوغرافيا والديكور المسرحي»، قدمها المخرج عبدالهادي القرني ضمن فعاليات المهرجان. واستعرض القرني خلال المحاضرة بعض الورش التي عقدها في وزارة التربية والتعليم لعدد من المعلمين في مجال الديكور المسرحي بشكل عام، وعرض تعريفات للسينوغرافيا، منها أنها هندسة الفضاء المسرحي عبر الإضاءة والديكور والفراغ المسرحي. وشهدت المحاضرة حضور عدد من الفنانين، منهم جعفر الغريب، وعبدالباقي البخيت، ومحمد الحلال، وسعود الصفيان، وناصر الظافر.