امتدت حملة المتشددين التي تهدد بتفكيك العراق إلى شمال غرب البلاد أمس الأحد، حين نفذ مسلحون غارة في الفجر على بلدة قريبة من الحدود مع سوريا واشتبكوا مع الشرطة والقوات الحكومية. وبينما بدا أن التقدم السريع الذي أحرزه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» نحو بغداد يتباطأ مطلع الأسبوع، قالت مصادر أمنية ومسؤول محلي إن اشتباكات عنيفة اندلعت في بلدة تلعفر على بعد 60 كيلومتراً إلى الغرب من الموصل قرب الحدود السورية. واقتحم مقاتلو الدولة الإسلامية وجماعات مسلحة أخرى عدة بلدات على الطريق المؤدي إلى بغداد بعد الاستيلاء على الموصل قبل نحو أسبوع في حملة لم تتباطأ إلا بعد الاقتراب من العاصمة بغداد. واستعادت قوات الأمن العراقية وميليشيات متحالفة معها السيطرة على بعض الأراضي أمس الأول السبت مما خفف بعضاً من الضغط على الحكومة، وقال مسؤولون إنهم يستعيدون زمام المبادرة، وتعهد المالكي بهزيمة المتشددين. لكن اشتباكات أمس في تلعفر ذات الأغلبية التركمانية التي يعيش فيها سنة وشيعة أظهرت عمق الانقسامات الطائفية. واتهم سكان مناطق سنية الشرطة وقوات الجيش التي يغلب عليها الشيعة بإطلاق قذائف مورتر على أحيائهم مما دفع مقاتلي «داعش» المتمركزين خارج البلدة للتدخل. وقال مسؤول محلي «الوضع كارثي في تلعفر، هناك قتال جنوني ومعظم الأسر محاصرة داخل منازلها ولا تستطيع مغادرة البلدة، إذا استمر القتال فقد يسفر عن قتل جماعي بين المدنيين». وفي بغداد، أفادت مصادر أمنية وطبية بأن انتحارياً في بغداد فجر سترته الناسفة أمس الأحد ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص على الأقل وإصابة 20 في شارع مزدحم وسط العاصمة. وقُتِلَ 6 أشخاص على الأقل بينهم 3 جنود و3 متطوعين حين سقطت 4 قذائف مورتر على مركز للتجنيد في الخالص على بعد 50 كيلومتراً شمالي بغداد. وجمع الجيش المتطوعين لينضموا للقتال لاستعادة السيطرة على بلدة العظيم شمال البلاد من أيدي مسلحي الدولة الإسلامية. وكان هؤلاء بعضاً من آلاف استجابوا لنداء وجَّهه أعلى مرجع شيعي في البلاد لحمل السلاح والدفاع عن العراق في مواجهة المسلحين المتشددين. وأظهرت صور نُشِرَت على صفحة منسوبة للدولة الإسلامية على موقع «تويتر»عشرات الرجال المستلقين على الأرض بينما تطلق عليهم مجموعة من المسلحين النار. وكُتِبَ أسفل إحدى الصور أن هذا هو مصير الذين جلبهم المالكي للقتال. وعلى الجانب الآخر من الحدود، قال نشطاء إن الطيران السوري نفذ ضربة قرب مقر الدولة الإسلامية في العراق والشام في مدينة الرقة شرق سوريا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان – مقره بريطانيا- إن طائرات حربية استهدفت مبنى المحافظة وهو مبنى كبير في وسط البلدة إلى جانب مبنيين آخرين أحدهما محكمة شرعية. وأظهرت صور نشرها أنصار الدولة الإسلامية على الإنترنت حفرة أحاطت بها الأنقاض خارج مبنى المحافظة لكن لم يتسنَّ التحقق من تاريخ اللقطات أو صحتها، ولم يتضح ما إذا كان المبنى نفسه تضرر، ولم ترد تقارير على الفور عن وقوع خسائر بشرية. وفي الوقت الذي عبرت فيه عن دعمها للحكومة العراقية، أكدت الولاياتالمتحدة الحاجة إلى حل سياسي للأزمة التي تهدد بتقسيم البلاد بعد أقل من 3 سنوات على انسحاب القوات الأمريكية. وفي مكالمة هاتفية، أبلغ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري نظيره العراقي أن المساعدة الأمريكية لن تنجح إلا إذا وضع الزعماء العراقيون خلافاتهم جانباً وحققوا الوحدة الوطنية اللازمة لمواجهة تهديد المتشددين.