دعت المرجعية الشيعية العراقيين أمس الجمعة إلى حمل السلاح ومقاتلة المسلحين المتشددين بهدف وقف زحفهم المتواصل منذ 5 أيام نحو بغداد، في الوقت نفسه أعلنت السلطات عن خطة أمنية جديدة تهدف إلى حماية العاصمة من أي هجوم محتمل. وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي، وهو ممثل المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني، في خطبة الجمعة في كربلاء «على المواطنين الذين يتمكنون من حمل السلاح ومقاتلة الإرهابيين دفاعاً عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم التطوع والانخراط في القوات الأمنية لتحقيق هذا الغرض المقدس». وأعلن أن «من يضحي منكم في سبيل الدفاع عن بلده وأهله وأعراضه فإنه يكون شهيداً». واندلعت اشتباكات صباح أمس بين الجيش العراقي والمسلحين الذين يحاولون السيطرة على قضاء المقدادية بعدما مروا في ناحيتي السعدية وجلولاء القريبتين، في طريقهم إلى مدينة بعقوبة (60 كيلومتراً شمال شرق بغداد) مركز محافظة ديالى، وفقاً لمصادر أمنية وعسكرية. وبدخولهم إلى محافظة ديالى الواقعة على الحدود مع إيران والمحاذية لبغداد أيضاً، أضاف المسلحون، الذين تقول تقارير إعلامية إنهم من تنظيم «داعش»، محوراً ثالثاً في مسار زحفهم نحو العاصمة حيث باتوا يتقدمون من محافظة صلاح الدين شمال بغداد فيما تستمر سيطرتهم على مدينة الفلوجة على بعد 60 كيلومتراً غرب العاصمة. وتسود أجواء من التوتر والترقب بغداد منذ بدء الهجوم المباغت للمسلحين يوم الثلاثاء، حين نجحوا في السيطرة على محافظة نينوى الشمالية، وسط حالة من الصدمة والذهول جراء الانهيار السريع للقوات الحكومية في نينوى وصلاح الدين. وفي هذا السياق، وضعت السلطات العراقية خطة أمنية جديدة تهدف إلى حماية بغداد من أي هجوم محتمل، بحسب ما أفاد أمس الجمعة المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن. وأوضح معن «وضعنا خطة جديدة لحماية بغداد، اليوم الوضع استثنائي وأي عملية تراخ قد تسمح للعدو بأن يحاول مهاجمة بغداد ويجب أن يكون هناك استعداد». وذكر أن الخطة تشمل «تكثيف انتشار القوى وتفعيل الجهد الاستخباراتي وزيادة استخدام التقنية مثل البالونات والكاميرات والأجهزة الأخرى، إضافة إلى التنسيق مع قيادات العمليات في محافظات أخرى ورفع الروح المعنوية للمقاتلين». وعن إمكانية استقدام قوات من أماكن أخرى، قال معن «القوة الموجودة في بغداد كافية، ولكن هناك رغبة في الشارع للتطوع» استعداداً لأي هجوم محتمل. وفي محافظة صلاح الدين حيث يسيطر مسلحو «داعش» على مدينة تكريت (160 كيلومتراً شمال بغداد)، مركز المحافظة ومعقل الرئيس السابق صدام حسين، قال شهود عيان إن المقاتلين المتشددين أرسلوا تعزيزات كبيرة إلى محيط مدينة سامراء (110 كيلومترات شمال بغداد). وأوضح شهود العيان في قضاء الدور الواقع بين تكريت وسامراء أن أعداداً لا تحصى من السيارات التي تحمل المقاتلين توجهت منذ مساء أمس الأول (الخميس) وحتى صباح أمس (الجمعة) نحو محيط سامراء في ما يبدو عملية حشد قبيل هجوم محتمل على المدينة. وتحوي سامراء مرقد الإمامين العسكريين، علي الهادي الإمام العاشر وحسن العسكري الإمام الحادي عشر لدى الشيعة الإثني عشرية، والذي أدى تفجيره عام 2006 إلى اندلاع نزاع طائفي قُتِلَ فيه الآلاف. من جهة أخرى، عبرت رئيسة مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، عن قلقها الكبير من المعلومات التي تتحدث عن إعدامات تعسفية وخارج إطار القضاء في العراق. وقال الناطق باسم بيلاي، روبرت كولفيل، للصحافيين إن الأممالمتحدة تلقت معلومات تفيد أن «جنوداً عراقيين أُعدِمُوا بلا محاكمة خلال الاستيلاء على الموصل وكذلك 17 مدنياً يعملون لدى الشرطة في أحد شوارع المدينة» في 11 يونيو الجاري. وقال الناطق باسم بيلاي إنه لا يملك حصيلة دقيقة للضحايا في العراق لكن التقديرات الأخيرة تفيد عن سقوط مئات القتلى وحوالى ألف جريح.