برزت حرفتا فتل السعف ودبغ الجلود في القرية التراثية المقامة ضمن فعاليات مهرجان صيف نجران 35 الذي ترعاه « الشرق « إعلاميا، حيث نجح الحرفيون في جذب أنظار الزوار إليهم. يقول ناصر آل كفاية الذي يبلغ من العمر 70 عاماًَ وقد برع في فتل السعف» من ليس له ماض ليس له حاضر «فيجب المحافظة على تراثنا الذي يميزنا ويبرز هويتنا عن سائر المناطق الأخرى، وأشارإلى أنه امتهن حرفة فتل السعف وليف النخيل منذ 60 عاماً ومازال حتى اليوم يمارسها، على الرغم من قلة الإقبال على شرائه، وقد برع في صناعة بما يُسمى الميضاف والمقراح، وتستخدم قديما لحماية المحاصيل من عبث الطيور، حيث كانت تُغنى بعض الأهازيج القديمة عند حماية المحاصيل بهذه الأدوات مثل أهزوجة (بورع بورع يامنتوف تاكل حبي وانا أشوف) التي اندثرت في وقتنا الحاضر، ويقوم العم ناصر أيضا بفتل الحبال وبرمها التي تستخدم قديما في رفع الدلو من البئر ولربط البضائع على ظهور الجمال. وأضاف علي مسفر الصقور أحد كبار السن الذين أبوا إلا أن يشاركوا في مهرجان هذا العام، الذي برع في دباغة الجلود وتشكيلها بما يتناسب مع استخداماتها كالمسب والقطف الذي يستعمل لحفظ القهوة والعصم لحفظ الطحين والظرافة للتمر والحب وهي توضع على ظهر البعير من الجانبين لحمل البضائع والميزب الذي يستخدم قديما لحمل الطفل. فيما نرى العم سالم آل عدينان في أحد أركان القرية التراثية يدير شنطة المذياع القديمة وأسطوانة الأغاني للزوار وكأن الزمن يعود بزائري ذلك المكان إلى الزمن الجميل، كما يمتهن آل عدينان حرفة صناعة الجنابي التي تختلف مسمياتها وقيمتها الشرائية، حيث تصل قيمة البعض منها 90 ألف ريال، بالإضافة إلى صناعة السيوف والرمح والمسالي التي تستخدم لقطع محاصيل النخيل، وأشار إلى أن هذه المهنة متوارثة أبا عن جد وقد امتهنها منذ 50 عاماً. وأوضح أمين أمانة منطقة نجران المهندس فارس مياح الشفق أن برنامج بارع هو أحد أهم البرامج الوطنية التي تتبناها هيئة السياحة للحفاظ على الحرف والصناعات اليدوية وتنميتها وأضاف الشفق أن الحرفيين الذين قدموا منتجاتهم لزوار المهرجان تمكنوا من بيع كثير منها. من جانبه أشاد مدير عام الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة نجران صالح محمد آل مريح بجهود أمانة منطقة نجران وعلى رأسهم أمين منطقة نجران المهندس فارس مياح الشفق على دعمهم للحِرف والصناعات اليدوية بالمنطقة وللحرفيين وتضافر الجهود لإنجاح مهرجان صيف هذا العام. من جانبه أوضح ممثل برنامج بارع في المنطقة ورئيس لجنة القرية التراثية بالمهرجان حمد حسين آل دوحان أنه انطلاقاً من كون النشاط الحرفي إرثا وطنيا ومصدرا لتنمية الموارد الاقتصادية وعاملاً لإنعاش الحركة التجارية والسياحية تسعى المملكة ومن خلال برنامج ( بارع) إلى تنمية قطاع الحرف والصناعات اليدوية، ومن هذا المنطلق فقد عملت أمانة منطقة نجران بالتعاون مع فرع السياحة والآثار من خلال «بارع» على إنشاء قرية تراثية بطابع تراثي نجراني فريد يحتوي على 15خيمة صغيره للحرفيين .أضاف آل دوحان إلى أنه تم من خلال هذه القرية تمكين ثمانية حرفيين وسبع حرفيات لعرض وتسويق وبيع منتجاتهم الحرفية لزوار القرية التراثية.