قرابة 500 معلمة يقطعن المسافة بين محافظة الخفجي إلى دولة الكويت يومياً وعلى مدى 7 سنوات، معاناة قد تبدو للوهلة الأولى عادية جداً، نظراً لأن المسافة لاتتجاوز 130 كيلومترا، يمكن للسيارة أن تقطعها خلال ساعة وربع الساعة. خاصة أن كثيرا من المعلمات يقطعن ضعف هذه المسافة وأكثر داخل مدن وقرى المملكة في طرقات وعرة وبعضها طرق صحراوية. لكن معاناة منفذ الخفجي تختلف كثيراً كون هذا الطريق يتعرض لازدحامات شديدة بشكل شبه يومي، خاصة في أيام محددة من الأسبوع وأيام إجازات دولة الكويت الوطنية والسنوية. وتروي معلمات الخفجي معاناتهن للشرق مذيلة بمطالبات عاجلة لحل هذا الإشكال، الذي تمثل في الخطاب الذي وجهته المعلمات إلى محافظ الخفجي محمد الهزاع ومدير جوازات المنفذ العقيد ماجد الفغم، لما يعانينه من مصاعب وتأخر وصولهن إلى أعمالهن والعكس إلى منازلهن، الذي تلخص في اقتراحين هما؛ الأول تسهيل خروجهن ودخولهن من منفذ الخفجي، بتخصيص مسارين أو 3 مسارات من الساعة 5:30 صباحاً إلى ال7 صباحاً، ومن ال 1صباحا إلى ال3 بعد الظهر، وبالأخص في يومي الأربعاء والخميس بسبب أيام إجازات دولة الكويت وازدحام المسافرين الكويتيين العابرين عبر المنفذ. أما الاقتراح الثاني، فهو عبارة عن دراسة جادة في توظيف مطبّقات في كبينة مخصصة في مسار مخصص للمعلمات، حيث تمر السيارة التي تُقل المعلمات وتكشف أمام المطبقة في الكابينة دون الحاجة إلى النزول، أسوة بتطبيق النساء في منفذ جسر الملك فهد، لإنهاء التزاحم عند التطبيق من جهة وتسهيل السيارات وكسب الوقت في صالح المعلمات من جهة، والنساء عامة من جهة أخرى، إضافة إلى تسهيل سير السيارات في المنفذ. «الشرق» التقت بالمعلمات، واستمعت إلى معاناتهن. المعلمة تماضر الشمري التي قدمت الخطاب برفقة زميلاتها المعلمات وتحدثت نيابة عنهن قالت ل : «الشرق»، أعمل معلمة منذ 4 سنوات في دولة الكويت ونواجه في بعض الأحيان صعوبات كبيرة أثناء توجهنا إلى العمل، وهذا ما جعلنا نتقدم بالخطاب وما تضمنه من اقتراحات، وبسبب زحمة المنفذ نصل بعض الأحيان متأخرات، وسبق أن سجلوا عليّ شخصياً عدة تأخيرات رفعت في نهاية العام وحُسمت من الراتب على عدد ساعات التأخير. وتقول الشمري: في نهاية خطابنا تقدمنا بالشكر الجزيل لمحافظ الخفجي محمد بن سلطان الهزاع ومدير جوازات منفذ الخفجي العقيد ماجد بن هزاع الفغم على حسن تجاوبهما معنا بعد تقديم الخطاب، وعلى تفاعلهما في تقديم كافة التسهيلات الممكنة حالياً لنا كمعلمات. وتضيف: أكد لنا مدير جوازات المنفذ الفغم أنهم في الأساس يدرسون فعلاً جميع الحلول التي يمكنها تسهيل معاناة معلمات الخفجي ذهاباً وعودة من خلال منفذ الخفجي، وعدم تأخرهن بسبب زحمة المسافرين ووعدنا بمزيد والأفضل، وقد تابع الأمر المقدم نايف العتيبي مشكوراً تفاصيل معاناتنا، وأنهم بتوجيهات مدير المنفذ لن يبخلوا بأي تسهيلات للمعلمات لأجل عدم تأخرهن أثناء عودتهن ظهراً إلى منازلهن، وأبدوا استعدادهم لاستقبال أي اقتراحات مناسبة أخرى. وتروي تماضر ل«الشرق» قصتها عندما توظفت في دولة الكويت، بقولها: في بدايتي عندما تعينت معلمة في الكويت منذ أربع سنوات، ذهب أبي لكي يصدر لي بطاقة مقسومة، ولكن قالوا له إنها متوقفة إلى حين النظر بحل للمعلمات، لأن عددهن أكثر من 300 معلمة، مضيفة أنه في كل سنة يقيمون للمعلمات الجديدات دورة ويتراوح عدد المعلمات مابين 60 إلى 100 معلمة، مشيرة إلى أن توظيف المعلمات في الكويت بدأ تقريباً منذ أكثر من 7 سنوات، مُتوقعة أن العدد الآن أكثر من 500 معلمة. وقالت: ومع المواقف التي تواجهنا أثناء ذهابنا وعودتنا هي ماجعلنا نتقدم بالاقتراحات، وقالت الشمري: من المواقف أنه حدث أن تأخرنا بسبب تفتيش مفاجئ لسيارات المعلمات في الصباح الذي بسببه تأخرنا عن امتحانات الطالبات، ما جعل قسمنا يضطر لتكليف معلمات بديلات عنا لأداء امتحان الطالبات، وهذا سبب إحراجا كبيرا لنا مع المدرسة. وتضيف قائلة: هناك أيضاً استغلال السائقين ومزاجيتهم يعرقل رحلتنا اليومية في بعض الأحيان، حيث قمت ذات مرة بإبلاغهم أنني سأغيب عن الدوام لمدة يوم، وفي اليوم الثاني كنت جاهزة ومستعدة للدوام واتصلت بزميلاتي المعلمات وأبلغتهن أنني جاهزة وانتظرهن، ولكن فوجئت بقولهن إن السائق يقول لهن لن أذهب إليها بحجة أنها لم تتصل بي وتبلغني في الليل، مشيرة إلى أن ذلك تكرر لمدة يومين متتالين ما تسبب بحسم من راتبي. وتتابع قائلة: أيام إجازة الطلاب بالكويت نستمر نحن المعلمات في الدوام أسبوعين، ونواجه أثناء العودة للخفجي ازدحاماً شديداً بسبب توجه المسافرين الكويتيين للمملكة من منفذ النويصيب إلى منفذ الخفجي، حيث إن الازدحام يمتد إلى مسافات طويلة خارج المنفذ. وتضيف: تكون هذه الأيام صعبة علينا، وبالأخص إذا دخلنا في مسار من المسارات نضطر إلى النزول بين السيارات والتزاحم، وتجد المعلمات منتشرات يتسابقن في الوصول إلى التطبيق بين السيارات، ما يؤدي إلى صعوبة وخطر وحرج في نفس الوقت مع نظرات المسافرين واستغرابهم. وتقول الشمري: من هذا الأسبوع المنصرم بدأت زحمة المنفذ أكثر بسبب بدء الإجازة للمرحله الابتدائية والمتوسطة والجامعية دون الثانوية، ولكن إجازتنا نحن ستبدأ بعد 3 أسابيع وسنواجه الازدحام بسبب هذه الإجازة. أما دفناء السبيعي فتقول: ناهيك عن الأيام التي تكون فيها أجواء الطقس أمطار شديدة وعواصف غبارية، حيث نضطر إلى النزول للتطبيق رغم صعوبة الجو وعدم تجاوزهم عن ذلك لتسهيل خروجنا. وتضيف: كان آخر الصعوبات التي نواجهها تعطل النظام في جوازات منفذ الخفجي الأسبوع الماضي بسبب تعطل شبكة الاتصالات ومحاصرتنا وسط الازدحام، حيث كانت أيام الامتحانات التحريرية النهائية لمدارس الكويت، ولكن بفضل الله كنا مجموعة تم التسهيل لنا من قبل موظفي جوازات المنفذ، حيث استطاعوا تسهيل عبورنا من وسط الازدحام من إحدى المسارات الاضطرارية، وهذا بعد الخطاب الذي وجهناه لمحافظ الخفجي ومدير جوازات المنفذ، حيث ساعدونا إلى أن وصلنا إلى التطبيق وكتبنا بياناتنا ثم ختمت لنا الموظفة وخرجنا. وقالت السبيعي مستدركة: لكن مع الأسف ليس الجميع تم التسهيل لهن، وهذا ماعرفته لاحقاً أن من تم التسهيل لهن فقط مجموعة من سيارات المعلمات وليس الجميع. وتابعت قائلة: من المفترض أن يكون لدى جوازات المنفذ إحصائية مسبقة لعدد المعلمات والسيارات ولحل مشكلة الازدحام، ولكن علمنا أنه ليس لديهم إحصائية، وهذا يدل على أنهم لم يفكروا في هذا الأمر بشكل جدي إلا بعد توجيه خطابنا، ونعتقد أنهم قاموا بذلك لأنه في اليوم التالي طلبوا من جميع سيارات المعلمات ترك المسار والتوجه لغرفة الضابط المناوب، حيث ختموا لنا بأنفسهم. وختمت السبيعي قولها: نأمل خيراً من وعودهم لنا، لأن عمل مسارات نسائية في المنفذ الجديد، إضافة إلى مطبقات نساء في الكبائن، وجميعها تحت الدراسة، هو الحل الأمثل لمعلمات الخفجي. مشيرة إلى أن منسوبي جوازات المنفذ أفادوهن بأن ذلك يستغرق سنة ونصف السنة وعليهن بالصبر. معلمة فضلت عدم ذكر اسمها قالت: نطالب بتخصيص مسار خاص مثل موظفي الشركات البترولية وغيرهم ممن يعملون في الكويت ويحملون البطاقة المقسومة، لأننا نواجه تأخيرا في كثير من الأحيان ويتم الحسم من مرتبنا الشهري عدة مرات بسبب توقيعنا للحضور بعد الخط الأحمر المحدد للتوقيع. وأضافت: أن المدرسة الواحدة في الكويت يكون بها عشرات السعوديات. وتقول: نعاني بعض الأحيان من تفتيش الجمارك لأننا نضطر إلى النزول من السيارة، وفي بعض الأحيان يدخلون الكلب داخل السياره للتفتيش، والنزول والصعود للتطبيق صعب جداً تحت حرارة الشمس الحارقة لذا نحتاج كبائن نسائية.