يدشن الرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير اليوم سلطة دارفور الإقليمية وسط حضور دولي وإقليمي ومحلي كبير، ويشارك سمو أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والرئيس الأريتري أسياس أفورقي، والتشادي أدريس دبيي بفعاليات الاحتفال بتدشين سلطة دارفور في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وتأتي السلطة الجديدة كضربة بداية لإنقاذ وثيقة الدوحة لسلام دارفور. إلى ذلك قال رئيس صندوق إعمار دارفور بالسلطة الإقليمية المحلولة الدكتورمحمد التجاني الطيب ل”الشرق” :”إنَّ بداية تدشين السلطة السابقة كانت حلماً لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في دارفور ولكنه لم يتحقق”، وأضاف “الآن نشهد تدشين السلطة الإقليمية سيراً في درب السلام المنشود، ونأمل أنْ يوفقنا الله، وأنْ يوفق أطراف وثيقة الدوحة فيما تم الاتفاق عليه، وأذكرهم بالنظر لأزمة دارفور مع عدم التعويل كثيراً على يسمَّى بالمجتمع الدولي سواءً كان أمم متحدة أو اتحاد أفريقي أو جامعة عربية أو إسلاميَّة”. من جهته أبدى رئيس حركة تحرير السودان الدارفوريّ آدم على شوقار، والموقعة على اتفاق الدوحة لسلام دارفور، ل”الشرق” استعداد حركته التام لمعاونة السلطة الجديدة لدارفور لتأسيس السلام في الإقليم، وتابع :”لو طُلِبَ منَّا أي عون نحن جاهزون”. وانتقد شوقار رئيس السلطة الإقليمية الدكتور التجاني السيسي، وأوضح :”منذ حضور السيسي إلى الخرطوم وحضورنا نحن أيضا ضمن ركب السلام شاهدنا قصوراً واضحاً في الاتصال بالحركات التي وقعت على وثيقة الدوحة لسلام دارفور”. وأكَّد رئيس الحركة الدارفورية أنَّ حركات دارفور الموقعة على اتفاق السلام سواء كان بالداخل أو بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا جميعهم معنيين بإنقاذ وثيقة الدوحة لسلام دارفور، بجانب اصحاب المصلحة وهم المقاتلون، والنازحون واللاجئون، ودعا السلطة الإقليمية الجديدة إلى مشاورة هؤلاء جميعاً، محذراً من تعثر العملية السلميَّة في حال عدم مشاورتهم. في سياق متصل تمنى الرئيس حركة تحرير السودان الدارفورية جناح السلام والعضو التنفيذي في كيان البدو إسماعيل الأغبش ألَّا يتحول تدشين السلطة الإقليمية لكرنفال احتفالي، “بل نريدها سلطة فاعلة لحل القضايا الملحة لأهل دارفور من أمن وتنمية”، مضيفاً أنَّ عملية إرساء الأمن، وعودة النازحين، والبدء في مشروعات الإعمار أهم التحديات أمام السلطة الإقليمية الجديدة. ويعتبر تدشين السلطة اليوم ضربة البداية لانفاذ اتفاق الدوحة لسلام دارفور الموقع مع حركة التحرير والعدالة الدارفورية التي تضم في صفوفها مجموعة من الحركات المسلحة المنضوية تحت لوائها.