في خطوة عملية على طريق تطبيق اتفاق وثيقة الدوحة في شأن سلام دارفور، يتوجه إلى الخرطوم اليوم السبت رئيس «حركة/ جيش التحرير والعدالة» الدكتور التجاني السيسي الذي كانت حركته وقعت اتفاق سلام مع الحكومة السودانية قبل أشهر في قطر. وكانت عودة السيسي تأجلت مرتين بسبب «عدم اكتمال الترتيبات» وعدم الاتفاق على مكان إقامة حفلة استقبال الوفد، إذ شددت الحركة على أن يتم اللقاء الجماهيري في مكان مفتوح وعام وليس في مكان مغلق اقترحته الحكومة السودانية، قبل اتفاق الطرفين على مكان جديد. وسيخاطب السيسي لقاء جماهيرياً في مدينة رياضية في الخرطوم، كما سيؤدي اليمين القانونية بعدما عينه الرئيس عمر البشير قبل أيام رئيساً للسلطة الانتقالية في دارفور (حاكماً لولايات دارفور الثلاث). وعلم أن نائب رئيس الوزراء وزير الدولة القطري لشؤون مجلس الوزراء أحمد بن عبدالله آل محمود سيرافق السيسي ووفده في إشارة تعكس تعهداً قطرياً بدعم الاتفاق والمساهمة في إعادة إعمار دارفور، خصوصاً أن الدوحة أعلنت في وقت سابق إنشاء مصرف لهذا الغرض. ويضم وفد الحركة نحو 70 شخصية. وقال زعيم «التحرير والعدالة» ل «الحياة»: «نحن نستشرف عهداً جديداً في دارفور والسودان، ونعود لتنفيذ الاتفاق على أرض الواقع، وننشد أن يؤدي ذلك إلى إحلال السلام في دارفور والسودان». وأضاف: «نطلب من الشعب السوداني كله أن يدعم الاتفاق والسلطة الانتقالية في دارفور... هناك تحديات كثيرة لكننا على قناعة بأننا سنتجاوزها». ودعا الحركات الدارفورية التي تقاتل الحكومة السودانية ولم تشارك في التوقيع على اتفاق الدوحة إلى الانضمام إلى الاتفاق «من أجل السلام في دافور»، مؤكداً أن «هناك دعماً للاتفاق في دارفور في ضوء تفاعلات وفد المقدمة» الذي أرسلته حركته إلى ولايات دارفور وقام مع الحكومة السودانية بإنهاء ترتيبات عودة السيسي. وعن أولوياته بعد عودته إلى دارفور، قال إنها تكمن في «عودة النازحين (من المعسكرات إلى مناطقهم) وتعزيز النسيج الاجتماعي وإعادة الإعمار». وأعرب عن تقديره لدور قطر «لتحقيق السلام في السودان». وقال: «نثق في استمرار الدعم القطري في سبيل تحقيق استقرار السودان وإحلال السلام فيه».