تصاميمها أرستقراطية بكل ما للكلمةِ من معنى، على الرغم من عمرها القصير في عالم الأزياء والموضة ؛ لكنها استطاعت أن تُكوّن لها قاعدة جماهيرية كبيرة تعدّت حدود الوطن؛ لأنها تفننت في دمج خطوط وخامات مجموعاتها بين الأناقة الأوروبية والفخامة الشرقية. إنها الشابة حوراء شاخور المصممة السعودية الأكثر اتقاناً للملابس الفاخرة والأزياء والتصاميم الراقية، ووجهة الباحثات بين التقليد الخليجي القديم والابتكار والعصرنة الحديثة التي دشنت مشروعها قبل 9 سنوات مضت، بدأت مشواره أولاً بفستانٍ صممته لنفسها غير مألوفٍ بغرابته وتميّزه. تقول شاخور ل «الشرق» عن تجربتها في عالم الأزياء والموضة: تصاميمي تجمع التنوع بين فساتين الزفاف، وليالي الحناء والجلوات، والسهرات، والمناسبات الاجتماعية، للأطفال والنساء على حدٍّ سواء، وجميعها تجمع بين البيئة الخليجية والأناقة الأوروبية التي أعشقها في الشكل والذوق، وتجانس الألوان، والتطريز والشك في اختيار الخامة كقيمةٍ جمالية وأخلاقية. وأضافت «أستلهم أفكاري في التصاميم من خلال التغذية البصرية المستمرة التي تأتي لمخيلة الإنسان بسيلٍ من الأفكار، كما أن بعض الأقمشة تعطي إيحاءً معيناً وتحرضك على اختيار تصميم معين يتناسب مع خامتها وخطوطها، وبعض الأوقات يكون التصميم مرتجلاً. وتشير شاخور إلى أن التصاميم تتغير وتتجدد بشكلٍ مستمر تماشياً مع خطوط الموضة؛ ولكن يبقى الذوق الخاص بكل سيدة هو سيد الموقف، لافتةً إلى أنها لا تحتكر الاطلاع على أزياء مصمم واحد فقط بل إنها تطلق عنان إطلاعها على أغلب المصممين العالميين. وعن مجموعة القرقيعان التي أطلقتها حوراء شاخور تقول» منذ سنتين تقريباً بدأتُ فعلياً بالتفكير في إطلاق مجموعة أزياء خاصة للصغار من الجنسين ل «القرقاعون»، واعتمدت على الموروث الشعبي الخليجي بالنسبة لفساتين الفتيات الصغيرات مع لمسات حديثة لتتميّز أكثر وبألوان جريئة مع الحفاظ على الحشمة، وأبرز ما يميّز هذا التصميم هو العناية الفائقة بتطريز المقدمة وحافة الأكمام القصيرة ب» الزري» مما يضفي روعة وأبهة على الفتاة وكأنها سيدة ليلة القرقاعون. وأما ملابس الأولاد فهي مستوحاة من أزياء النبلاء والطبقة الأرستقراطية، وهي عبارة عن قطعتين قميص أبيض ذو ياقة عالية مزركشة ومزينة بالكرستال وربطة عنق من الحرير شكل «وردة» المسمّاة ب (الفلونكا) ، وكم قصير، تعلوه سترة مطرزة بتطريزات شرقية مذهبة، تدل على المظهر «المُلوكي». وتوضح شاخور أن أقمشتها تأتي بها خصيصاً من دولة الكويت، وهي أقمشة فرنسية، وهناك إقبال كبير جداً على مجموعة القرقاعون لأن كل أم في هذا الموسم تريد أن يظهر ابنها أو ابنتها بمظهر جميل ومميز يخلّد للذكرى، مشيرةً إلى أن شراء ملابس القرقاعون لم يقتصر على المنطقة الشرقية فقط بل شمل الرياضوجدة والبحرين، والمغتربات في أمريكا، وكندا، وألمانيا؛ حيث ترسل لها المقاسات من قبل الزبونة ويتم التفاهم بكل التفاصيل عن طريق الواتساب. وتبيّن أن الإجازات التي تكثر فيها المناسبات موسم خصب لطلبات الأزياء والتصاميم، موضحةً أنّ قنوات التواصل الاجتماعي من الفيسبوك أو الواتساب أو الانستغرام بالذات فتح لها أبواباً واسعة في الشهرة، ونقطة التقاء بين أصحاب الأعمال سواءً من النساء أو الرجال، مضيفةً أنها تعمل حالياً على إطلاق مجموعة جديدة خاصة بالعيد وأخرى للعرائس سترى النور قريباً. وعن كيفية استقبال زبوناتها توضح شاخور» لدي محل مستقل استقبل فيه زبوناتي، وأعرض تصاميمي المتنوعة، كما لدي فريق من الخياطين في غرفةٍ مستقلة خارجية، كما أن أسعارها متفاوتة حسب الفئة العمرية ونوعية الخامات المستخدمة». وتتابع شاخور» عمل المجموعة كاملة عادة يستغرق شهراً إلى شهرين وأحياناً يستغرق العمل وقتاً أقل، كما أن هناك زبونات يخترن بأنفسهن التصميم مع إضافة اللمسة والخط الخاص بي، والبعض يعتمد عليَّ اعتماداً كلياً وبالنهاية لابد من دمج الأفكار لإبراز فكرة جديدة. وعن ألوان الخامات المستخدمة في مجموعاتها، تقول إنها لا تعتمد على لون واحد عادة، وتفضل التنوع، خاصة لأن كل موسم يتميّز بألوانه وتطريزاته. وبيّنت أن ألوان الخامات في الصيف مثلاً تكون الفاتحة والهادئة، ومجموعة القرقاعون لهذا العام استخدمت الأحمر والبنفسجي، والأصفر والذهبي، لفساتين الفتيات، أما الأولاد فقد استخدمت الألوان الكلاسيكية الأسود والأحمر. وعن إقامة معرضها الخاص تقول شاخور، حلمي أن يكون لي معرض خاص يجمع كل تصاميمي، وهذا ما يطمح له كل مصمم، وأتمنى إقامته خارج السعودية حتى يطلع عليه مجموعة من المصممين، لافتةً إلى أنها شاركت بعدة معارض مع مجموعة من المصممات. وعن التصاميم الأخرى كالإكسسوارات والحقائب تضيف « أعمل على تنفيذها بناءً على طلب الزبونة بما يتماشى مع المناسبة أو الاستخدام اليومي». وتوضح أن تميّز مصممات الأزياء يعتمد بالدرجة الأولى على العمل بضمير مطلق والمصداقية مع الزبائن، ومتى ما أحب المصمم عمله أبدع فيه، مشيرة إلى أنها لا تفضل التقليد البحت في تصاميمها، بل أنها تفضل أن يكون لكل مصمم لمسته الخاصة به. وتقول «لو صادف أن زبونة لم يعجبها الفستان أحاول أن أرضيها بأية طريقةٍ، وأعيد تعديل التصميم قدر الإمكان؛ لأن رضا الزبونة مهم جداً».