قال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف إن الشرطة الفرنسية ألقت القبض على أربعة أشخاص أمس للاشتباه في قيامهم بتجنيد متطوعين لشبكات إسلامية متشددة في سوريا. ويساور الحكومات الأوروبية قلق متزايد من أن مواطنين ينتمي معظمهم للمهاجرين المسلمين يتوجهون إلى سوريا للمشاركة في الحرب الأهلية الدائرة هناك ثم يصدرون التشدد الإسلامي للبلاد لدى عودتهم. تجيء الاعتقالات التي تمت أمس بعد يوم واحد من إعلان ممثلي ادعاء أن فرنسياً عمره 29 عاماً يعتقد أنه عاد حديثاً من القتال مع مسلحين إسلاميين في سوريا اعتقل للاشتباه في صلته بمقتل ثلاثة أشخاص في المتحف اليهودي ببروكسل في 24 من شهر مايو الماضي. إلا أنه لا يوجد ثمة ما يربط مباشرة بين إلقاء القبض على الفرنسي مهدي نموش خلال عمليات تفتيش عشوائية في مدينة مرسيليا بجنوبفرنسا يوم الجمعة الماضي واعتقال الأربعة المشتبه بهم. وقال كازنوف لإذاعة أوروبا 1 الفرنسية في إشارة إلى ما قامت به الشرطة في منطقة باريس وفي جنوب البلاد «ألقي القبض على أربعة أشخاص، نحن نعمل في كل مكان. لن يغمض لنا جفن في محاربة الإرهابيين». وأعاد اعتقال نموش إلى الأذهان ذكريات مؤلمة في فرنسا عن مقتل أربعة يهود رمياً بالرصاص في عام 2012 في مدرسة بجنوب غرب البلد على أيدي محمد مراح وهو فرنسي من أصل جزائري يستلهم نهج تنظيم القاعدة. وسيتم تمديد حبس نموش إلى يوم الخميس المقبل وسيكون أمام السلطات الفرنسية عندئذ إما توجيه اتهام إليه أو إخلاء سبيله بينما طالبت بلجيكا بتسليمه إليها. وقال مدعون في فرنساوبلجيكا إن نموش اعتقل في مرسيليا ووجد بحوزته بندقية كلاشنيكوف وبندقية أخرى وذخيرة تشبه تلك التي استخدمت في إطلاق النار في المتحف اليهودي الذي أسفر عن مقتل زوجين إسرائيليين وفرنسية. وقالت ماري لوبان زعيمة حزب الجبهة الوطنية المناهض للمهاجرين الذي حل في المركز الأول في انتخابات البرلمان الأوروبي بفرنسا منذ أكثر من أسبوع إن حادثة نموش كشفت عن مدى «سذاجة وحماقة الحكومة». ورغم عدم تأكيد الهوية العرقية لنموش علانية لمحت لوبان إلى الهجرة إلى فرنسا من دول إسلامية.