أوقفت السلطات الفرنسية، الجمعة، في مرسيليا شاباً فرنسياً يشتبه بأنه قتل أربعة أشخاص في المتحف اليهودي في بروكسل، في 24 أيار (مايو)، وقد أمضى عاماً في سورية في صفوف جماعات جهادية مقاتلة. وأكد القضاء البلجيكي، اليوم (الأحد)، توقيف "مرتكب" حادثة إطلاق النار في المتحف اليهودي في بروكسل، في محطة سان شارل في مرسيليا، من قبل رجال الجمارك، عندما كان في حافلة قادمة من أمستردام عبر بروكسل. وقال المدعي العام في باريس، فرانسوا مولان، في مؤتمر صحافي، اليوم (الأحد)، إن مهدي نينموش (29 عاماً)، المتحدّر من روبيه (شمال فرنسا)، أمضى عاماً في سوريا، إذ "يبدو أنه انضم إلى صفوف مجموعات جهادية إرهابية مقاتلة". وأشار مولان إلى أن نينموش حُكم عليه بالسجن خمس مرات في فرنسا، وأصبح متطرفاً خلال إمضائه آخرها، مضيفاً أن المشتبه به كان يحمل بين أمتعته، عندما اعتقل في مدينة مرسيليا جنوبفرنسا، أسلحة وثياباً تشبه تلك التي استخدمت في إطلاق النار، في عطلة الأسبوع الماضية. وأوضح مولان أن "أدلة قوية" تربطه بجريمة القتل، مشيراً إلى أنه "خلال تمضيته عقوبته الأخيرة في السجن في فرنسا، لوحظ عليه الدعوة إلى الإسلام المتطرف، وسافر إلى سورية بعد ثلاثة أسابيع فقط على إطلاق سراحه". وسُجن نينموش على ذمة التحقيق بتهمة "القتل ومحاولة القتل على علاقة بمنظمة إرهابية"، بعد أن سُلّم، الجمعة، من قبل عناصر في الإدارة العامة للأمن الداخلي، وفقاً لمصدر قضائي. ويمكن لفترة حبسه، التي بدأت ظهر الجمعة، أن تستمر 96 ساعة أي حتى الثلثاء، أو مدة 144 ساعة حتى الخميس، إذا تذرّع المحققون بأنه "يشكّل تهديداً إرهابياً وشيكاً". ولزم نينموش الصمت خلال ال24 ساعة الأولى، فيما رأت مصادر أنه من المبكر التحدث عن احتمال وجود شركاء له. وكانت الصحافة البلجيكية ذكرت أن المهاجم في المتحف اليهودي كان يحمل آلة تصوير ربطها بإحدى حقائبه، وهي من نوع "غو برو"، كمحمد مراح الذي صوّر في اذار (مارس) 2012، في تولوز ومونتوبان (فرنسا)، جرائم قتل ثلاثة مظليين وثلاثة أولاد وأستاذ يهودي، باسم "الجهاد"، ما دفع المؤتمر اليهودي الأوروبي إلى الربط على الفور بين قضية مراح وحادثة بروكسل، التي وصفها قادة في العالم ب"معادية للسامية". وعهد قسم مكافحة الإرهاب في نيابة باريس بالتحقيق إلى الإدارة العامة للأمن الداخلي، فرع مكافحة الإرهاب في الشرطة الجنائية، والإدارة الإقليمية لشرطة مرسيليا الجنائية. وأكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، اليوم (الأحد)، أن المشتبه به أُوقف فور وصوله إلى فرنسا، مؤكداً عزمه "محاربة الجهاديين العائدين من سورية". وأوقعت حادثة إطلاق النار، بعد ظهر السبت، في المتحف اليهودي في بروكسل أربعة قتلى، بينهم زوجان إسرائيليان ومتطوعة فرنسية وموظف بلجيكي. ومنذ وقوع الحادثة، شددت السلطات البلجيكية الإجراءات الأمنية حول دور العبادة اليهودية، والمدارس والمراكز الثقافية اليهودية. ووجهت السلطات نداءً إلى السكان للعثور على القاتل، مُعتبرة ذلك "أولوية"، كما بثت مقتطفات من كاميرات المراقبة تظهر رجلاً يقترب من المتحف، ويدخل إليه، ويطلق النار من بندقية "كلاشنيكوف"، بعد أن أخرجها من كيس أسود، في أقل من دقيقتين. وطلب رئيس الوزراء البلجيكي تعزيز إجراءات المراقبة والعقوبات ضد الحركات المتشددة العنيفة في بلجيكا، وفي كل الأراضي الأوروبية، ل"تفادي تكرار مثل هذه المآسي"، إضافة إلى تكثيف التعاون بين مختلف الدول الأعضاء في ما يتعلق بالعائدين من الجهاد في سورية. ولمعالجة الظاهرة التي تُقلق أجهزة الاستخبارات، عرضت باريس في نيسان (أبريل) خطة لمعالجتها، بسبب ارتكاب الجهاديين أعمالاً إرهابية لدى عودتهم إلى أوروبا. وتفيد مصادر بأن نحو 780 شخصاً يعيشون في فرنسا، في طريقهم إلى سوريا للقتال، أو عادوا منها، وتواجه بلجيكا أيضاً مشكلة الشبكات الجهادية، وتقدر ب200 عدد رعاياها الذين توجهوا إلى سوريا للقتال، غالباً إلى جانب الفرنسيين.