فكرة المراكز الثقافية الشاملة، التي طغت على حوارات المثقفين ونقاشهم، ووضعهم لتصور مستقبلي للحركة الثقافية والأدبية، يحلم به الأدباء والمثقفون. جاءت الأخبار بما يبشرهم بصدور قرار وزاري رسمي بإنشاء مراكز ثقافية في وقت قريب، كبديل للأندية الأدبية، ولأن بعض الأندية كما ورد في الخبر، الآن في مرحلة بناء لمقرات جديدة، كنادي مكة الثقافي ونادي أدبي الشرقية، مشروعان تحت الإنشاء والإعمار منذ خمس سنوات، يرجح بعض المثقفين أن تقوم الوزارة بإنشاء مراكز ثقافية واستبقاء، حاليا على الأندية بوضعها الحالي، فيما رجح غالبية الأدباء لجوء الوزارة للقيام بدمج الأندية الأدبية ال16 مع فروع جمعيات الثقافة والفنون للخروج بمراكز ثقافية شاملة لجميع أطياف الثقافة والفكر والفن. فكرة المراكز الثقافية الشاملة التي تجمع الثقافة والأدب والفنون في كيان واحد، فكرة باتت مطلباً ملحاً من قبل المثقفين والفنانين، إلا أن الجميع يتخوفون من استعجال تنفيذ الفكرة قبل نضوجها، واستيفاء حقها من البحث والدراسة بشكل جيد، لتعود بالنفع على المشهد الثقافي برمته. لأن مشروع المراكز الثقافية يحتاج لدراسة وافية من قبل الوزارة، ويُوصي بتكلفة القيام بهذه الدراسة لذوي العقول الواعية والخبرة الواسعة في مجال العطاء الثقافي والإنتاج الأدبي، التي حملت الهم الثقافي على عاتقها، وخدمت ثقافة الوطن بوعي وجد وإبداع، وكان عدد من المثقفين قد اقترح على وزارة الثقافة والإعلام دراسة بعض التجارب الحية للمراكز الثقافية في العالم، كنماذج يمكن تطبيقها في المملكة، منها تجربة مركز بومبيدو الثقافي في باريس، والمراكز الثقافية الأمريكية في واشنطن ونيويورك ولوس أنجلوس، والاستفادة من أنشطة الأندية الطلابية السعودية في أوروبا ودول شرق آسيا، والعمل على اختيار ما يتلاءم مع حراكنا الثقافي وعطائنا الأدبي. من خلال تعليقات وتغريدات المثقفين عبر فيسبوك وتويتر، تدور تكهنات في الوسط الأدبي حول مستقبل الأندية الأدبية وفق متغيرات المعطيات الثقافية، ومتطلبات الحياة المعاصرة، في عالمنا الجديد بثقافته وإعلامه، خاصة وأن آمالهم تجددت بعد قناعتهم بعدم واقعية اللوائح الجديدة للأندية الأدبية التي اعتمدت من الوزارة، وتلقى معارضة ونقدا من الأدباء والمثقفين. خصوصا فيما يتعلق بآليات انتخابات الأندية، وقواعد وشروط الانضمام لجمعياتها العمومية، فاللوائح وإن كانت تلبي بعض احتياجاتهم وتحقق طموحاتهم، كمؤسسات ثقافية مستقلة، لها دورها الأدبي الذي له مقاصده وخصوصياته، إلا أنها بحاجة لتطوير، وأياً كانت الآلية التي ستتبعها الوزارة، لإبراز فكرة المراكز الثقافية، فإن آمال المثقفين لا تتوقف عندها، فهم يجددون مطالبتهم بعودة جائزة الدولة التقديرية في الأدب، وتأسيس صندوق تعاوني لدعم الأدباء. وتشكيل المجلس الأعلى للثقافة والآداب والفنون.