هناك أسماء حضرت بقوة في المشهدين الوعظي والثقافي السعودي، واعتمدت بعد توفيق الله على ما لديها من إمكانات رائعة وجمال روح وثقافة حقيقية، ولم تتكئ في حضورها وتأثيرها ذاك على حرف الدال الذي تحول لدى البعض إلى رافعة مرتبكة لمن لا يستحق الرفعة. أسماء أخرى حاولت أن تترك بصمة ولم يكن لها من إمكانات سوى شهادة بائسة؛ فاعتمدت على حرف الدال فقط، والمفارقة أن تجد أغلب هؤلاء من أصحاب «دال الدكان»، ولذلك تحولت بصماتهم المفترضة إلى مجرد «خربشات صبيانية» لا تقدم ولا تؤخر. نقول مثلاً غازي القصيبي ولا نقول الدكتور غازي القصيبي، ونقول الشيخ عايض القرني ولا نقول الدكتور عايض القرني، ونقول تركي الحمد ولا نقول الدكتور تركي الحمد.. هل لمستم الفرق؟ طبعاً كل هؤلاء دكاترة حقيقيون ولكنهم أضافوا إليها وليس العكس، وغيرهم الكثير. المأساة أن المزور والمضروب والمنتفخ على «لاش» في المشهدين الثقافي والوعظي، يكاد أن يطغى على الجوهر الحقيقي، ويكاد أن يكون هو الواجهة التي تتموضع للظهور الإعلامي وتقاتل من أجله، ولكنها واجهة متعثرة ومهشمة حتى ولو حاولت أن تبدو بخلاف ذلك. في مجالسنا تكاد لا تميز اليوم بين الدكتور الحقيقي وبين دكتور الدكان؛ الغث يطغى على السمين، والدخيل يضايق الأصيل وينافسه، وقد يتفوق عليه مرحلياً ويجلس مكانه متحدثاً، ولكنه سرعان ما يقع في شر أعماله، وينكشف تلعثمه الفاضح. مع كل ذلك أبشركم أن دكاترة الدكان يعيشون أزمة حقيقية مع وعي المجتمع المتصاعد، والفضل لأولئك الرائعين الذين قمعوا هذا التزوير بتجاوزهم لهذه الدال، وبتأثيرهم بأسمائهم المجردة دون ألقاب ولا صفات. - الإنسان رائع حينما يكون طبيعياً وخالياً من كوليسترول التزوير و«شوفة» النفس، وتأكدوا أن كل مغرور وراءه جريمة تزوير كبرى!!