هناك نوع من القطط المتطفلة تلتقي دائماً حول اموافي/ المواقد كي تأخذ نصيبها ولو فتاتاً من الطعام مهما كان نوعه، وأحياناً تكتفي بالرائحة فقط، ولكنها لا تيأس أبداً وتظل تدور وتدور حتى تحصل على أي شيء ولو كان تافهاً أو لا يسد الرمق.. انظروا حولكم كي لا تظلموا فعل هذه القطط البائسة؛ هناك نوعية من البشر يشبهون «بساس اموافي» تماماً ويمارسون الدور نفسه تقريباً، ولكن حول المال العام الذي يشمون حركته على مسافات طويلة؛ فيحضرون عند كل مناقصة وفي كل مشروع كي يمتصوا أكبر قدر ممكن مما ليس من حقهم. «بساس اموافي» أيضاً تجدونهم مع كل مسؤول ضعيف الشخصية أو مهمل؛ فيسرقون ويصرحون باسمه، ويقررون بالنيابة عنه حينما تتاح لهم الفرصة.. باختصار يمارسون هوايتهم المفضلة وهي الارتزاق من الغير وعلى حسابهم، وبالطبع دون أية قيم رادعة. هؤلاء النفعيون المتطفلون هم أساس الخراب والفساد في مجتمعنا وفي كل مجتمع، ولا حل لهم أبداً إلا بيقظة المسؤول وعدم ترك الأمور على الغارب لكل السفهاء المحيطين به، ولكن المشكلة حينما يكون المسؤول بنفسه «بس موافي» هذه مصيبة كبرى لا حل لها سوى الصبر!! قد يثري «بس اموافي» وقد يتصدر المجالس ويرتدي البشت ويدهن وجهه بدهن العود، وقد يحقق كثيراً من الأرباح وربما يصبح وجيهاً لفترة من الزمن؛ لكنه في النهاية مجرد «بس موافي» أبله لن يتجاوز قيمته الحقيقية ولا قدره البائس وإن تجمل بأموال الحرام!!