إبراهيم علي نسيب - المدينة السعودية الثورة التقنية اليوم هي الحقيقة التي أفرزت حكايات القلق وحكايات الثورات والتي لم تكن قط في حسبان أحد خاصة أن تلك الأنظمة العربية التي حكمت شعوبها بالعصا والقوة مثل هذه الأنظمة كانت تفرض هيمنتها بالقوة والقهر وهي لم تكن تتوقع أبدا أن يصل الأمر للثورات والتمرد على النظام للوصول للديمقراطية وللحرية وللشفافية ..هذه الكلمة التي صودرت من أفواه التعساء يوم كانت هي الكبيرة والخطيئة التي لا يغفرها النظام ابداً ليأتي اليوم الذي فض اللحام وحرق عليهم كل أحلامهم وبالرغم من كل المحاولات الجادة للسيطرة بفرض الرقابة على البرامج حتى ولو بشراء حصص كبيرة من البرامج الإليكترونية بهدف مطاردة المستخدمين وممارسة تكميم الأفواه بطريقة مختلفة إلا أن ذلك لم يفلح أبدا ولو حكموا العقل لكان الأولى بهم أن يكسبوا ولاء مواطنيهم بدلا من أن يشتروا البرامج لأنه ببساطة حين يضع النظام في ذهنه الإنسان وأهمية المواطن العربي وحقوقه وواجباته ومعاملته بعدالة تكون النهايات ولا أجمل منها ويكون الولاء صورة حقيقية لمجتمع مثالي لكن القضية أنهم عاشوا بعيدين عن شعوبهم واكتفوا بالمقربين الذين سدوا الطرق المؤدية إليهم لكي يستأثروا بالغنيمة والخيرات ويحرموا غيرهم منها .. ولأن للصبر حدودا كانت البداية التي أنجبت مأساة الثورات وقتلت هؤلاء الحكام الذين كانوا يظنون أن الشعب لا يختلف عن الجرذان بينما لو اعملوا العقل وفعلوا الأنظمة وطبقوها بعقلانية لكان بقاؤهم أطول وظل حالهم أجمل لكنهم لم يكونوا كذلك لدرجة أنهم نهبوا الخيرات وأخذوا كل شيء دون أن يتركوا لمواطنيهم سوى فتات الفتات فكانت الثورة وكان الموت المأساوي الحقيقة الأخيرة التي أثبتت أن لا ظالم بخير وان لا شيء يبقى للأبد !!! ....،، · أما عن حكاية الثورات التي فاجأت بعض الحكام والتي أجزم أنها ليست بسبب التكنولوجيا بل سببها هؤلاء الحكام أنفسهم والذين ظنوا أن السلطة ليست سوى مظهر للتسلط وفرض العضلات وتكميم الأفواه ومصادرة الحريات وحرمان شعوبهم من خيرات أرضهم ليكنزوا الأموال ويضاعفوا أرصدتهم لتكون الثورة وتكون النهاية في التمرد على تلك الأنظمة التي سرقتهم وأفقدتهم كل شيء !! وبموت الزعيم الذي غادر المكان تاركا خلفه كل شيء حتى الثروات عادت للشعب الذي عاش سنينا من الحرمان بينما كان بإمكانهم أن يديروا الأمور بطريقة تجعلهم ( هم) الحكام المحبوبين وهم الحكام المبجلين للأبد بدلا من أن يخسروا كل شيء حتى الحياة !!! · ( خاتمة الهمزة) ....أتعرفون من هم أعداء العروبة الأكثر شراسة من العدو الحقيقي ؟ هم أولئك النفعيون والوصوليون الذين يكذبون في كل حياتهم وهم أولئك الذين يقفون بالمرصاد لكل مواطن عربي يريد العبور بالفكرة السديدة ويحاربون كل من يريد ان يقدم نفسه بأناقة مثل هؤلاء هم المأساة الحقيقية التي تغتال أحلام الناس كلهم !!! هذه خاتمتي ودمتم