نشر نشطاء المعارضة السورية لقطات فيديو أمس الأول (الخميس) لما يقولون إنه غاز الكلور وهو ينتشر في شوارع قرية في محافظة حماة، وهي أول لقطات من نوعها لحملة مزعومة بالأسلحة الكيمياوية من قِبَل نظام بشار الأسد. وكانت قرية كفر زيتا في حماة بوسط سوريا (على بعد 200 كيلومتر إلى الشمال من دمشق) مركز ما يقول نشطاء ومسعفون إنه هجوم على مدار شهرين يتم فيه إسقاط قنابل غاز الكلور من طائرات الهليكوبتر. وتنفي دمشق استخدام القوات الموالية للأسد لغاز الكلور أوالغازات السامة الأخرى وتلقي باللوم عن الهجمات الكيماوية على قوات المعارضة المسلحة التي تقاتلهم في الانتفاضة المستمرة منذ ثلاث سنوات. ويُستبَعد أن تكون لدى المعارضة القدرة على امتلاك مثل هذه الغازات، ما يعزز من احتمالية أن يكون النظام هو المستخدم لها. وقال النص المرافق للفيديو، الذي نشره أمس الأول ناشط يدعى مصطفى جماع، إنه صُوِّرَ الخميس في كفر زيتا. وأظهرت اللقطات الغاز باللونين الأخضر والأصفر في الشارع. ويظهر رجل وهو يهرب من سحابة الغاز مع امرأة تضع قطعة من القماش على فمها. ويظهر رجل آخر في سروال مموه و يرتدي قناع الغاز وهو ينادي على سيارة لمساعدة امرأة. ويقول صوت شخص لا يظهر وجهه في الفيديو إنه قُصِفَ بغاز الكلور الأصفر. ويُظهِر مقطع آخر يُعتَقد أنه صُوِّرَ ونشر أمس الأول مستشفى ميدانياً حيث يعالج الأطباء رجالاً وأطفالاً ونساء من الغاز باستخدام الأوكسجين. جاء الهجوم المزعوم في نفس اليوم الذي استخدمت فيه روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد قرار بإحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية تمهيداً لمحاكمات محتملة بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. واتفق الأسد مع الولاياتالمتحدةوروسيا على التخلص من الأسلحة الكيماوية بعد مقتل مئات الأشخاص في هجمات بغاز السارين على مشارف العاصمة دمشق في أغسطس الماضي. وغاز الكلور أقل فتكاً آلاف المرات من غاز السارين لكن استخدامه كسلاح غير مشروع بموجب معاهدة عالمية لحظر الأسلحة الكيماوية وقعت سوريا عليها، كما أن استخدامه ينتهك أيضاً شروط اتفاق مع واشنطن وموسكو. ولم تعلن سوريا غاز الكلور باعتباره جزءا من مخزونها مما يزيد عملية تجريد الأسد من الأسلحة الكيماوية تعقيداً. وأفادت مصادر الشهر الماضي بأن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تبحث بدء مهمة تقصي حقائق في التقارير الخاصة بهجمات غاز الكلور.