شدد الأديب الشيخ محمد العبودي، على أن حرق مكتبة الحرم المكي، على يد جهيمان وجماعته، سبب صدمة، إذ فُقدت على إثر ذلك الحريق عديداً من الكتب والمخطوطات، التي تحرص المكتبات على حمايتها. جاء ذلك خلال استعراضه تجربته مع القراءة الثلاثاء الماضي، ضمن ملتقى «تجاربهم في القراءة»، الذي تنظمه مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في الرياض. وتحدث العبودي خلال اللقاء، الذي أقيم في فرع المكتبة بخريص وأداره محمد المشوح، عن دور القراءة في حياته، وأبرز الكُتاب والمبدعين الذين أثروا في تكوينه الفكري والثقافي، وانعكاسات ذلك على مسيرته الأدبية والفكرية التي شغل خلالها عديداً من المناصب أبرزها الأمين العام المساعد في رابطة العالم الإسلامي، المنصب الذي أتاح له زيارة مدن مختلفة في أنحاء العالم، فكان لمشاهداته ورحلاته العديدة واطِّلاعاته المتنوعة دور في إثراء مخزونه وتكوينه الفكري والمعرفي، الذي أفرز أكثر من 160 كتاباً في أدب الرحلات. وأشاد العبودي بجهود المكتبة في دعم القراءة وإثراء العلم والمعرفة، وذكر بأن له تجربة مع المكتبة لا يستطيع أن ينساها، مشيراً إلى أنها طبعت له عديداً من الإصدارات بعضها يقع في مجلدات، لافتاً إلى أن هذه الكُتب ليست سوى قطرة في بحر جهود المكتبة. وعن لحظاته الأولى مع القراءة، أوضح العبودي الذي ولد في بريدة عام 1345ه، أنه بالرغم من أمية والده، إلا أنه كان محباً للعلم والمعرفة، وكان يشجعه ويدفعه في هذا الاتجاه، مبيناً أنه أحب القراءة والكتابة منذ الصغر، وتم تعيينه في سن مبكرة أميناً على مكتبة جامع بريدة، واستمرت حياته في ظل علاقة وطيدة بالقراءة والكتابة، حيث يقضي معظم يومه بين الكتب.