تتوقّف معاملتك في جهةٍ ما عند الموظّف الفلاني لا لشيء، سوى أنه استنفد ذخيرته من الدبابيس، ينتظر تعميدا أو توريدا، ولن يستلف من زميله لإنهاء معاناتك لأنهم “زعلانين” من بعض! فيجلس مرتاح البال والضمير! وهل ستتوقف الدنيا على معاملتك؟ تُردِّد في خاطرك: ألا يكفي تأخر المعاملات المكتملة والجاهزة عند معاليه ولم تُنفّذ لانشغاله باجتماعاته؟ تبقى المعاملة في انتظار التدبيس؛ حيثُ لا دبابيس بعدُ لهيئة مكافحة الفساد بين أروقة الإدارات! تفكّر في شراء علبة دبابيس للموظف، فيمتنع عن أخذها ويرفض قبولها خشية الرشوة ورهبةً من إعلانات هيئة مكافحة الفساد، أمّا أن يشتري الموظف “دبابيس” ويدفع من جيبه لصالح العمل فلا وألف لا، لكن أن يتصدّق وهو خارج من عمله على متسوّل مسكين ولو بمبلغ مائة ريال فمقبول! تصدّق على مُراجِعِيك تحظ بأجرين: أجر العمل الواجب، وأجر الصدقة! هل الفساد من المُوظّف نفسه؟ أم من الجهات البيروقراطية التي أخّرت صرف الدبابيس؟ أم من الزميل “الزعلان” على زميله؟ أم من خطيب الجمعة الذي لم يحثُّنا على إعانة زملائنا بدبابيسَ وأقلامٍ ؛ بدلاً من العملِ كَ”دَبابِيسَ” ضدّهم؟! كل ذلك لا يهم! فالمعاملة ما زالت بانتظار “دبوسٍ” واحد ترتمي بسببه إلى أحضان أخواتها من الأوراق، أو حتى “دبوسٍ” من هيئة مكافحة الفساد ينتشلها من مستنقعها الذي نقعت فيه حتى زالت البقع وأضحى فسادها ناصع البياض! * بعض الإدارات تنتظر قرارا وزارياً لتوفير طابعة لموظفيها.. لا.. و”بحبرها كمان”!