وضع مجلس الوزراء أمس الشرقية في حالة تأهب تنموي قصوى تستغرق سبع سنوات، وذلك بالموافقة على مشروع مخطط النقل العام في حاضرة الدمام ومحافظة القطيف، وسيدشن المشروع بعد الانتهاء من تنفيذه عصراً جديداً يتسم بالاستغناء عن النقل الخاص في صالح النقل العام، بخاصة أن المسارات الأولية ومحطات الحافلات تطول أغلب الأحياء والقرى ذات الكثافة السكانية في حاضرتي الدماموالقطيف. القرار هو موافقة مجلس الوزراء على ما رفعه أمير المنطقة الشرقية في شأن مخطط النقل العام في حاضرة الدمام ومحافظة القطيف. وتضمنت موافقة المجلس أولاً على مشروع النقل العام في حاضرة الدمام ومحافظة القطيف بجميع مكوناته من قطارات وحافلات وفق الدراسات الأولية، على أن تنفذ عناصر المشروع كاملة خلال سبع سنوات، على مراحل تعتمدها لجنة عليا برئاسة أمير المنطقة الشرقية وعضوية كل من وزير الشؤون البلدية والقروية ووزير المالية ووزير النقل. وكلف المجلس في قراره أمانة المنطقة الشرقية بتأسيس شركة خاصة بالنقل العام لإدارة تنفيذ المشروع. رفع أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف الشكر والعرفان باسمه ونيابة عن أهالي المنطقة الشرقية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بمناسبة الموافقة على مشروع النقل العام في حاضرة الدمام ومحافظة القطيف. وقال: إن اعتماد المشروع تلقاه الجميع بالفرحة والسرور، ويؤكد ما تولونه لأبنائكم المواطنين من عناية ورعاية واهتمام كبير من خلال إقامة وتدشين مشاريع تنموية ستعود بنفعها على أبناء الوطن جميعاً، وينعم من خلالها أبناؤكم بمزيد من الحياة الكريمة والمستقبل المزهر. وأضاف قائلاً: إن المشروع جاء لإيجاد حلول إيجابية للاختناقات المرورية وتسهيل تنقل المواطن، إضافة إلى ارتقاء حركة النقل في المنطقة، وهي تعكس اهتمام المقام الكريم بالإنسان السعودي وتنمية وتطور الوطن وتقدمه. كما رفع أمير المنطقة الشرقية الشكر باسمه ونيابة عن أهالي المنطقة لولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز بمناسبة اعتماد المشروع. وقال في برقية: يشرفني أن أرفع لسموكم الكريم باسمي ونيابة عن أبنائكم أهالي المنطقة الشرقية الشكر والعرفان على هذا المشروع الكبير الذي يأتي امتداداً لدعم ومتابعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسموكم الكريم رعاكم الله. مشيرا إلى أن هذا المشروع الخدمي تلقاه أبناء المنطقة بفرحة وسعادة غامرتين وهذا جاء بفضل من الله تعالى ثم بحرص واهتمام خادم الحرمين الشريفين وسموكم الكريم. وكشف أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد الجبير ل»الشرق» أن مشروع مخطط النقل العام في حاضرة الدمام ومحافظة القطيف، الذي حظي بموافقة مجلس الوزراء أمس، سيغطي 90% من المناطق المزدحمة في الحاضرة والمحافظة، متوقعاً استغناء 70% من مستخدمي السيارات الخاصة عنها بعد عشر سنوات من الآن، وبعد اكتمال مخطط النقل العام. وقال الجبير، أمس، إن مشروع المخطط العام في المنطقة الشرقية يعد أهم مشروع في الثلاثين سنة المقبلة، وسيحدث نقلة نوعية. وذكر أن العمل الآن جارٍ على مراحل استكمال التصاميم وإدارة المشروع، وتهيئة الشركة لإدارة المشروع، فيما المراحل الأخرى ستأتي تباعاً. وأضاف: إن التصميم قطع المرحلة الأولية وفي صدد استكمال المراحل الأخرى، مبيناً أن التصاميم يعمل عليها مكتب ذو خبرة مميزة في هذا الجانب، معلناً أن الأمانة استعانت به لعدم تمتع فريق الأمانة بإمكانية عمل تصميم كبير مثل هذا، بخاصة أن التصميم متعلق بالتنفيذ والمحطات والخطوط. موضحاً أن الأمر يتركز في هذه المرحلة (مرحلة التصميم) على تفاصيل دقيقة، خاصة بأوجه المشروع كافة. وبيَّن الجبير أن المسارات التي سيغطيها مخطط النقل العام أنجزت، وشملت، إلى جانب تحديد المسارات، نوعية القطارات الخفيفة والحافلات السريعة والمتوسطة، ومحطات التوقف ومواقعها. وأعلن عن أن المشروع سيتضمن نزع ملكيات في بعض الطرق، وإنشاء أنفاق للخدمات أو القطارات. وذكر الجبير أن التكلفة الإجمالية للمشروع ستتضح أكثر بعد الانتهاء من الدراسات الفعلية والخاصة بالتصاميم، وربما تظهر بعد الانتهاء من التصاميم بشكل كامل. وألمح إلى أن المشروع استراتيجي على مستوى المنطقة الشرقية، وسيحدث نقلة حضارية في المنطقة لتأثيره القوي، خاصة أن حاضرة الدمام ومحافظة القطيف في أمس الحاجة إلى النقل العام. وتوقع أن يكفي المشروع المواطنين استخدام سياراتهم الخاصة، مبيناً أن أقرب محطة لا تبعد عن أي شخص أكثر من 300 متر، وبخاصة في المناطق المزدحمة سكانياً، حيث سيغطي 90% منها، مبيناً أنه في شكل عام سنشهد بعد عشر سنوات من الآن استغناء 70% عن سياراتهم الخاصة لصالح النقل العام. رفع وزير النقل الدكتور جبارة الصريصري جزيل الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ولسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد -حفظهم الله- بمناسبة صدور قرار مجلس الوزراء بالموافقة على مشروع النقل العام في حاضرتي الدماموالقطيف. وقال الصريصري: إن القرار يعد حلقة مهمة في سلسلة القرارات التي سبق أن أصدرها مجلس الوزراء لإعادة هيكلة النقل العام ليواكب ما تعيشه المملكة من نهضة حضارية شاملة. وأضاف: سبق أن صدرت الموافقة على تنظيم هيئة النقل العام وعلى الاستراتيجية الوطنية للنقل وعلى دليل التخطيط الشامل التي تصب جميعها في إعادة هيكلة النقل العام، وكذلك صدور قرارات اعتماد المبالغ اللازمة لتنفيذ منظومة النقل العام في مكةالمكرمة والمدينة المنورة ومدينة الرياض ومحافظة جدة، وما تبقى من المدن بعد أن تكتمل دراستها، وسبق صدور قرارات مجلس الوزراء بالموافقة على نظام النقل بالخطوط الحديدية وإنشاء هيئة النقل بالخطوط الحديدية وتنفيذ مشاريع السكك الحديدية العملاقة في المملكة. «الشرق» أيضاً نشرت في أغسطس منذ عام 2012م تقريراً مفصلاً للزميل ماجد الشبركة، عما أشار إليه أمين الشرقية المهندس فهد الجبير من إنجاز المرحلة الأولى في مخطط النقل العام، وتشمل مسارات القطارات والحافلات وأعدادها ومحطات التوقف، ولتأتي موافقة مجلس الوزراء على المخطط لتضع الأمانة بالقرب من قطف إنجاز المشروع الأضخم في حاضرة الدماموالقطيف. وشاركت عدة جهات في وضع لمساتها على مشروع النقل العام، ويأتي على رأسها إمارة المنطقة الشرقية، إضافة إلى وزارة النقل وإدارة المرور في المنطقة الشرقية، فضلاً عن أمانة المنطقة الشرقية التي أسند إليها أخيراً التنفيذ والإشراف وإنشاء شركة للنقل العام. المشروع الاستراتيجي سيطال حاضرة الدمام، التي تشمل مدينتي الدماموالخبر، إضافة إلى محافظة القطيف بقراها ومدنها والأحياء الجديدة فيها، كما سيطال المشروع ربط مطار الملك فهد الدولي بشبكة النقل العام، التي تشمل سكك حديد خفيفة وحافلات سريعة على محاور الطرق السريعة في المنطقة، وتنفيذ محطات للركاب في عدد من المواقع التي يسهل للركاب الوصول إليها. وشمل المشروع، الذي أعلن عنه في 2012م أربع مراحل الأولى: الدراسات التحضيرية لمشروع النقل العام، والثانية: تحديد الطلب وتطوير الحلول والبدائل، والثالثة: تقويم البدائل المقترحة، وأخيراً اختيار وتطوير البديل الأمثل. قدمت دراسة المشروع بدائل وسائط النقل العام، وهي الحافلات التقليدية والنقل السريع بالحافلات BRT «حق المرور مكرس في الأجزاء المزدحمة» والنقل بالسكك الخفيفة وسيناريو الترام «القطار» باستخدام البنى التحتية للسكك الحديدية والسكك الخفيفة معاً، من خلال شبكة نقل عام في حاضرة الدمام تسهّل السفر بين المدن وداخل المدن، حيث تم وضع عدة سيناريوهات للنقل العام، وخلص إلى أن المفضل منها إنشاء ثلاثة خطوط رئيسة، وهي عبارة عن خط سكك خفيفة مرفوعة وخطين حافلات سريعة، وإنشاء محطات انتقال ووقوف للركاب ومحطات وقوف للسيارات الخاصة. يتضمن المشروع إنشاء 28 محطة قطارات خفيفة «محطة 8.1 كيلو متر» و82 محطة حافلات سريعة «1.4 كيلو متر» و643 محطة حافلات «500 متر» وثلاثة مستودعات للقطارات الخفيفة بين الدماموالقطيف وقرب محطة الخطوط الحديدية وبين الدماموالخبر ومستودعات للحافلات السريعة بمساحة خمسة هكتارات لكل مستودع. قسمت مراحل تنفيذ المشروع إلى مرحلتين، الأولى عبارة عن إنشاء خط قطار خفيف من القطيف إلى الدمام «محطة المؤسسة العامة للخطوط الحديدية»، وخط حافلات سريعة لربط الدمام والظهران والخبر وخط حافلات سريعة داخل الدمام من المحطة 36 إلى 51 ثم امتداده بدون حق طريق مكرس إلى المطار، وشبكة الحافلات العادية والمغذية كاملة، والأسطول المطلوب لهذه المرحلة «22 وحدة قطار 74 حافلة سريعة و162 حافلة عادية»، وسيكون العائد المتوقع لها 169 مليون ريال سنوياً، بينما تبلغ تكاليف التشغيل191 مليون ريال سنوياً، والتكاليف الاستثمارية تقدر بنحو 5383 مليون ريال. أما المرحلة الثانية من المشروع فهي عبارة عن إضافة 23 كيلو متراً لخط القطار الخفيف الأحمر من الدمام إلى الخبر، واستكمال الخط الأخضر بطول 31 كيلو متراً من الدمام إلى الخبر، والعائد المتوقع 271 مليون ريال سنوياً من إجمالي المرحلتين، وتكاليف التشغيل تقدر بنحو 293 مليون ريال سنوياً «إجمالي المرحلتين»، بينما التكاليف الاستثمارية تبلغ 3466 مليون ريال إضافية، وإجمالي التكاليف الاستثمارية للمرحلتين تبلغ 8845 مليون ريال. وبيَّنت الصور والخرائط، التي حصلت عليها «الشرق» مسارات الخطوط الثلاثة المقترحة للمشروع، والمسار الأول هو خط القطار الخفيف «الأحمر» ويبدأ من القطيف ويمر في طريق أحد وشارع القدس وطريق الخليج ويمر بالدمام ابتداءً من طريق الخليج، ثم طريق الأمير نايف بن عبدالعزيز، وطريق الملك عبدالعزيز، وطريق الأمير محمد بن فهد، وشارع فاطمة الزهراء، وطريق الملك فهد والظهران والخبر، حيث يمر بطريق الملك فهد. ويقع المسار الثاني وهو مسار خط الحافلات السريع «الأزرق» في مدينتي الدماموالخبر ويمر في الدمام بطريق الأمير محمد بن فهد، وطريق الخليج، والشارع الثامن عشر، وطريق الملك فهد وطريق الأمير محمد بن فهد فيما يمر في مدينة الخبر بطريق الأمير محمد بن فهد، وطريق الدمام وطريق الأمير فيصل بن فهد، وطريق الكورنيش، بينما يقع المسار الثالث وهو خط الحافلات السريع الأخضر بين الدماموالخبر والظهران ويمر في الدمام بطريق الملك فهد، وطريق الأمير نايف بن عبدالعزيز، وطريق الملك خالد وطريق الملك فيصل، بينما يمر في الخبر والظهران في طرق الملك فيصل والأمير فيصل بن فهد، والأمير فيصل، والملك عبدالله وشارع مكةالمكرمة والشارع الثلاثون والشارع الجنوبي، وطريق الملك فيصل.