يصلي الليبرالي والعلماني والمطوع في مسجد واحد، ويدعون بالدعوات نفسها، ويقرأون الآيات نفسها؛ ثم يخرجون ليسلموا على بعضهم وقد يتهادون المساويك أمام باب المسجد كأرقى وأحسن ما يكون في التعايش بين الأفكار والآراء المختلفة.. فهل يضحكون على أنفسهم أم على البسطاء الذين يتابعونهم؟!! بعد أن يعود كل واحد منهم إلى سربه أو عشه أو حزبه المختار؛ يبدأ في سلق الآخر وشتمه وتشويهه وتحميله كل أوزار وموبقات الحياة، ويدعي أمام أتباعه أنه ألقم خصمه حجراً حينما صادفه في المسجد، وأنه سيواصل هذه المسيرة المظفرة من أجل رفعة أصحابه وجماعته.. شكراً أيها النصابون الأفاقون!! يظن البسطاء الذين يتابعون أخبار هؤلاء المتعاركين على «الميديا» أنهم مخلصون حقيقيون للقضية والشعار واليافطة المزورة والمكذوبة؛ بينما الحقيقة أن أغلب هؤلاء نفعيون، و«مرتزقة كما يقول صديقي العزيز عبدالرحمن».. أو بالأحرى هم يزيفون الواقع باحتراف.. جل ما تشاهدونه وتسمعونه من صراعات على تويتر تبعث فيكم الحماسة والاصطفاف صحيح؛ لكنها في حقيقتها صراعات وهمية يقوم بها هؤلاء لمصالح آنية، وفي غالبها لا تقوم على مبادئ ثابتة وراسخة كما تتوقعون.. فلا تتشنجوا من أجل من لا يستحق، ووالله إن أغلب هؤلاء لا يستحقون!! طبعاً ضحايا هؤلاء هم في سن صغيرة وأصحاب نيات طيبة، وحينما يعيدون نشر مقولاتهم فهم يظنون أنهم يخدمون وينشرون قضايا عادلة، والحقيقة أنهم يساهمون دون دراية في تزييف الوعي العام، وفي شهرة كائنات مهزوزة لم تخدم يوماً قضية اجتماعية أو تصمد في مواجهة من أجل مبدأ صادق وعادل. فيا أيها المتابعون للمطوع والليبرالي والعلماني؛ تأكدوا أن الصوت المرتفع لا يعني عدالة القضية أو صوابية الاختيار.. هؤلاء بشر مثلكم يبحثون عن مصالحهم، وسيبيعونكم بثمن بخس حينما تتعارض مصالحهم مع مصالحكم، وعودوا إلى تاريخهم كي تعرفوا ما أقول.. هذه جلبة معتادة ولكن دون طحين أو إنجاز أو نهاية محترمة يقبلها عقل!!