كثر الحديث في الأعوام الأخيرة عن الفساد الإداري والمالي في الواقع العربي، وهو حديث يقف وراءه الرويبضات والعلمانيون وعملاء الغرب وإسرائيل الذين يتآمرون على كرامة هذه الأمة وعزتها وحضارتها التي لا تغرب عنها العتمة. والغريب أن هؤلاء العملاء الممسوخين الذين أذهلتهم الحضارة المادية الرأسمالية الغربية وجذبت عقولهم وقلوبهم لم يحضروا لنا ما يثبت أن هناك فسادا في الواقع العربي من الخليج المنسدح في الرفاهية التي يصنعها له عمال البنقال والهنود إلى المحيط المنبطح في النعيم الذي صنعه له الفرنسيون والبريطانيون قبل أن ينسحب الاستعمار ويتوقف التطور. فهل سمعتم عن القبض على مسئول عربي وهو يمارس الفساد؟ هل قرأتم على مدى العقود العربية الماضية أن قاضيا قد حكم على مسئول عربي بممارسة الفساد ونهب الثروات واستغلال سلطته في خدمة مصالحه ومصالح أبناءه وأمه وخالاته وأخواته؟ هل سمعتم خطيب مسجد يهاجم الفساد أو يتساءل عن مصير مشاريع ضائعة؟ مما يثبت عدم صدق من يتهمون هذه الأمة بالفساد! أليس قضاتنا وكتاب عدلهم منا وفينا..؟ فهل سمعتم قاضيا عربيا أو كاتب عدل يقول انه وقع صكا لأرض مسروقة لمسئول يمارس الفساد؟ ألسنا نثق في قضاتنا المتهم في شرفه وأمانته ونزاهته؟ لو كان في واقعنا العربي فساد لتم الحكم من قبل قضاتنا مصدقا من كتاب عدلنا على كل سارق لمالنا وناهب لثرواتنا، لكنها المؤامرة الصهيونية ضد امتنا وعزتنا وكرامتنا.. ويا ويلك ياللي تعادينا يا ويلك ويل.!! بل أننا امة مثالية ولا يوجد فيها أي مسئول يمارس الخطأ أو الفساد.. عكس الأمم الأخرى! الم نسمع كل يوم عن محاكمة مسئول إسرائيلي كدليل على سقوط إسرائيل القريب التي يمارس مسئولوها الفساد واحدا بعد الآخر في خلال أعوام قليلة ماضية بدءا من محاكمة شارون الذي أصيب بالجلطة عقابا من الله على فساده الإداري إلى أولمرت ف نتنياهو. الم نسمع عن محاكمة مسئولين في الغرب وأمريكا كدليل على واقعهم الفاسد دون أن نسمع عن محاكمة أي مسئول عربي على مر التاريخ؟ ألا يدل ذلك على نزاهة مسئولي هذه الأمة التي لا تنجب سوى النزهاء والأمناء والعادلين؟ هل سمعتم أن رئيس بلدية عربي أو رئيس أي مؤسسة حكومية عربية أخرى قد تمت إدانته بممارسة الفساد كدليل على تآمر الرويبضات والعلمانيون والصهاينة على عزة الأمة وكرامتها؟ صحيح أن اغلب المشاريع التي تم رصد ميزانيات لها هنا وهناك لم تعد موجودة سوى في سجلات ورقية موضوعة في أرفف أرشيفات وزارات المالية.. لكن السبب يعود إلى مخابرات الدول المعادية لعزة هذه الأمة وعقيدتها مسنودة بالعملاء الأنجاس الذين سهلوا لأعداء الدين والأمة سرقة ميزانيات مشاريعنا الضائعة.! الم تسمعوا من وقت لآخر عن انتحار وزير غربي أو ياباني بسبب وجود خطأ بسيط يعتبر في نظرهم فسادا ؟ أليس ذلك دليلا على بعدهم عن الله؟ لان الانتحار قتل للنفس التي حرم الله.. بينما في الواقع العربي لم ينتحر مسئول واحد كدليل على نزاهة المسئولين العرب ولله الحمد... الوحيدون الذين ينتحرون في واقعنا هم الشباب بسبب تضليلهم من الغرب والصهاينة وأعداء الأمة. لقد خدرهم الغرب الملعون وغسل أدمغة شبابنا حتى جعلهم يرون ما عداهم عدو يستحق الموت حتى لو كان جالسا يقرأ جريدة في مطعم ويسمع موسيقى على شاطئ بحر أو بحيرة! بل أن انتحار شباب العرب دليل على ما تتعرض له هذه الأمة من مؤامرة على دينها وأرضها وشعبها. لقد بلغ السيل الزبى.. وبلغت التهمة بالفساد ضد الواقع العربي..مداها.. وعلى هذه الأمة برجال دينها الذين لم يتحدثوا يوما عن وجود أي فساد في واقعهم العربي، وبالشرفاء الذين ينعمون بنعمة أوطانهم ولم يشاهدوا إلا ما يسر العين والخاطر والجيب، وبهذا الإعلام العربي الرسمي الذي يعتبر سلطة رابعة وخامسة وسادسة تقف ضد من يتهم هذه الأمة بالفساد، عليهم جميعا أن يقفوا صفا واحدا ضد من يشوه سمعة الأمة ويسيء إلى عزتها وحريتها وكرامتها التي تثبت أن هذه الأمة دائما في المؤخرة ومن يقف في المؤخرة يثبت انه الأفضل لأنه يستفيد من خبرات وعثرات من سبقوه في الطريق نحو الازدهار والتطور. أليست الأمة العربية بالأمة الوحيدة التي لا تصنع ولا تبتكر كدليل على ذكاء المسئولين فيها وحرصهم على نظافة عقول أبناءهم كيلا يتم استهلاكها حتى يأتي يومها الأسود فتنهض من غفوتها لتبدأ إبداعا حضاريا متميزاً؟ أليس الاعتماد على حضارة وإنتاج الآخر دليلاً على ذكاء التخطيط العربي لإنهاك قوى هذا الآخر الذي يتآمر على امتنا مما يجعلنا نستهلك ما ينتج ونحن نضع رجلا فوق رجل وكتفا بجانب كتف نضحك عليه ونعطيه ما يريد من مال كي يخدمنا ويعمل بدلا منا لينسج ملابسنا ويحرث أرضنا ويصنع سيارتنا وطيارتنا ومكيفنا وكل شيء نحتاجه؟ لماذا هذا التجني من قبل الليبراليين والعلمانيين وعملاء الصهاينة على واقع هذه الأمة واتهامها بالفساد دون أن يصدقوا مرة واحدة ويذكروا لنا اسم مسئول عربي سرق مالا أو أضاع مشروعا أو استفاد من عقد صفقة؟ ألا يدل خراب الشوارع في المدن العربية وكثرة الحفر والمطبات على أن المسئول العربي يعمل ليل نهار دون أن يتوقف عن العمل؟ ألا يدل تأخر انجاز مشاريع الصرف الصحي على عبقرية العقل العربي الذي ينتظر أن تلد الأمة آخر مولود لها قبل أن ينجز مشروع الصرف الصحي حتى لا يزيد عدد الأمة عن حجم المشروع ؟! أليست الحفر وسوء الشوارع وخراب المشاريع دليلا على أن شيئا ما يحصل في أروقة مكاتب الوزارات العربية؟ ألا يعتبر سفر المسئولين العرب للعلاج في الخارج خدعة عربية مدروسة لنقل التكنولوجيا الطبية وسرقة أسرارها إلى المستشفيات العربية؟ في الوقت الذي لم يستطع الغرب بعلمه ومخابراته أن يفك شفرة طب الشعوذة العربي الذي (بتفلة) من فم طبيب مشعوذ ينم معالجة مئات المصابين بالشلل وجميع الأمراض الأخرى. وعندما نملك التكنولوجيا الغربية وخبرة الشعوذة العربية نستطيع أن نبني مستشفيات عصرية يتم معالجة المريض فيها بجهاز يحوي آلاف(التفلات) وتصدير آلاف الجرعات (التفلوية) إلى كل أنحاء العالم لكسب ملايين الدولارات دون أن يتمكن العلم الغربي من معرفة سر جرعة التفلة في معالجة الأمراض المستعصية، وسوف يكون اسم الجرعة:(عرب شعوذة.. تف)! .. بل أننا نستطيع أن نجعل من ريق كل مشعوذ مصنعا للجرعات المعالجة، ونمد عبر حنجرته أنابيب (تفل) تصب في أوروبا وآسيا وأمريكا لمعالجة المرضى الذين لم يجدوا لأمراضهم علاجا وسيعتبر القرن الواحد والعشرين هو عصر الشعوذة العربي بكل امتياز وتفوق! ألا يدل عدم ابتعاث أبناء الغرب إلى جامعاتنا على محافظتنا على سرية التعليم العربي المبدع عدا بعض المبتعثين الأفارقة والآسيويين الذين يأتون إلى جامعاتنا كنوع من الشفقة عليهم وتزويدهم ببعض العلوم الحديثة التي تزخر بها جامعاتنا مما جعل من أولئك المتخرجين من جامعاتنا علماء مبدعين في بلدانهم؟ إن محاكمة رئيس دولة كالرئيس الأمريكي السابق كلينتون الذي تمت محاكمته على ممارسة شخصية تخصه، تدل على أن الغرب فاسد ومنحل أخلاقيا، بينما لم نسمع عن محاكمة أي مسئول عربي على أية ممارسة لسلوك شخصي أو غير شخصي كدليل على أن المسئول العربي ملاك لا يخطئ وان الله قد خص هذه الأمة بمسئولين لا يسرقون ولا يخطئون ولا يذنبون ولا يمرضون. هل سمعتم شاعرا غربيا يقف يوما أمام أي مسئول غربي ليمدحه ويذكر صفاته كدليل على انه لا يوجد عندهم مسئول يستحق المديح والثناء؟ بينما واقعنا العربي يعج بآلاف القصائد التي يزفها المادحون الذين لا يكذبون أبدا، نقرأها في كل الجرائد العربية كل يمجد مسئوله الذي يحبه. ألا تدل كثرة المداحين على كثرة الممدوحين، وكثرة الممدوحين تدل على أننا امة متخمة بالعباقرة من المسئولين الذين رزقنا الله بهم دون سائر الأمم؟ قد يتهمني البعض بالنفاق والتملق لأنني أبريء المسئولين العرب عن ممارسة الفساد ويسألني عن سر الهزائم العربية والتخلف العربي وبقاء الأراضي العربية محتلة تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي الذي يمارس زعماؤه الفساد ويحاكمون كل يوم فأقول له: إن سبب الهزائم والتخلف وعدم تحرير الأرض العربية المحتلة يقف خلفه الرويبضات والعلمانيون ومن سعى في طريقهم من عملاء الأمة.. لأن أولئك المرتزقة يقفون في طريق أمتهم نحو التحرر من كل قيد يكبل هذه الأمة ويضعون العراقيل بأفكارهم التي تحبط الأمة وتفرق شملها وتضعف قدراتها وتشغلها بما لا ينفعها. فلولا أولئك العملاء لحققت الأمة انجازاً حضارياً يضاهي انجاز الجابون وغينيا وساحل العاج! هل رأيتم سيد قصر يعيش في أبهة وعلو بدون عبيد يخدمونه، هذا ما يريده الرويبضات والعلمانيون والليبراليون العرب، إنهم يريدون تحرير الشعوب من عبيدها كي تتفسخ وتنحل وتنزل عن مجدها وبروجها العاجية! بل أن بعض المندسين في أمتكم من العملاء والخبثاء يتحدثون عن وجود بطانات فاسدة، إنهم يكذبون أيها العرب الأقحاح.. هل توجد بطانة فاسدة بدون مسئول فاسد؟ ! إذا آمنا بوجود البطانة الفاسدة فعلينا أن نؤمن بفساد المسئول الذي تحيط به البطانة الفاسدة... وإذا صدقنا بفساد المسئول فعلينا أن نصدق وجود البطانة الفاسدة، كلاهما البطانة الفاسدة والمسئول الفاسد ينتج الآخر ويسند الآخر ويشبه بعضهم بعضا. خاب ظن الرويبضات أيها الشرفاء العرب.. ليست هناك بطانة فاسدة حول المسئول العربي، وإنما هناك بطانات فاسدة في الغرب وهذا سر انهيار الغرب المتوقع، ستنهار أمريكا قريبا بسبب الفساد الإداري والمالي مثلما انهار الاتحاد السوفيتي، أما العرب فسيقودون القرن الواحد والعشرين (بذيله) ويعيدونه إلى القرون المظلمة كي تكون كل القرون السابقة الحضارية مسجلة باسم العرب. من هذا المنبر الإعلامي الحر.. أطالب الشعوب العربية بعدم تصديق حكاية الفساد العربي المزعوم الذي يروج له الرويبضات والعلمانيون والليبراليون وعملاء هذه الأمة الذين يريدون بها شراً. بل أن انتفاخ كروش المسئولين والقضاة والعلماء الصالحين دليل على تعافي الأمة وحسن تغذيتها وكثر خيراتها، حيث يسكنون القصور الفخمة ويركبون السيارات الفارهة التي صنعها الكفار الذين أرسلهم الله لخدمة أغنياء هذه الأمة ومسئوليها الذين يسهرون الليل مع النهار بحثا عن عقد مشروع ينجزونه لأجل مصلحة هذه الأمة المحسودة على ثرواتها التي توازي ثروة اسبانيا وعلى جمال الأرض العربية التي تشبه صحاري نيفادا الأمريكية. هذه الأمة محسودة على نعمها التي انعم الله عليها بها... لأن أعداء الأمة يحسدونها كلما رأوا رجال هذه الأمة يحيطون بعشرات الصحون المليئة لحما وشحما، يملئون بطونهم حتى تستلقي ظهورهم على الجدران التي تسندهم وقد بلغ الشبع منتهاه. وما هذا السكر والضغط والسرطان المنتشر في كل البلاد العربية إلا ابتلاء لأيمان هذه الأمة المحسودة التي يدس لها أعداء الأمة أمراضا في بطون النعاج والخرفان والتيوس المستوردة من بلاد الغرب. كلوا واشربوا أيها العرب.. املئوا بطونكم ولا يغرنكم حاسد وحاقد وعميل.. فوالله أنكم بهذه البطون الممتلئة والكروش المتهدلة ستثبتون للأمة زيف من يدعي أن لديكم فسادا.. واتركوهم يشقون بجوعهم وبطونهم التي لا تحمل كرشا لأنها لا تشبع كشبع العربي ولا تزداد سمنة في ظل غياب عقود الباطن لمشاريعهم التي لا تسمن ولا تغني من جوع مسئول متلهف للمشاريع ذات العقود الباطنية. الم يقل شاعركم العربي القديم: ذو العقل يشقى في النعيم بعقله .. واخو الجهالة في الشقاوة ينعم؟!! دعوا أعداء هذه الأمة تشقى بعقولها ونحن نستفيد من حضارتهم ونستهلكها.. وانعموا في جهلكم الذي يتهمكم به الغرب وعملاء الأمة.. فهذا الجهل له لذة لا تساويها لذة والعربي يتمتع بهذه النعمة التي صنعها أعداء الغرب له كتكريم من الله لنا. أيها العرب: الماجدون والماجدات.. الراقدون والراقدات.. الغافلون والغافلات..المهزومون في كل الحروب والمهزومات.. المأزومون والمأزومات.. المتهم واقعكم بالفساد زوراً وبهتاناً. سيروا إلى الأمام (بالخلف) أو سيروا إلى الخلف (بالأمام ).. لأنكم عندما تسيرون إلى الأمام (بالخلف) تستطيعون الهروب إلى الماضي لحظة مواجهة الحقيقة، كي يحميكم من تهم ومحاكمة الحاضر والمستقبل، وعندما تسيرون إلى الخلف (بالأمام) تستطيعون أن تثبتوا للعالم أنكم لم تتقدموا خطوة منذ زمن بعيد كدليل على أن لديكم شيئا تتمسكون به ويغنيكم عن كل مستقبل.. كطب الشعوذة، والحمار (قطاركم الصابر على قسوتكم عليه)! أيها الشرفاء العرب لا يوجد في واقعكم فساد على الإطلاق.. والدليل انه لم يحاكم في واقعكم مسئول فاسد.. إنها مؤامرة خطيرة ضد قيمكم وعاداتكم التي تعلمكم أن لا تسرقوا ولا تنهبوا ولا تقطعوا الطريق! الفساد ينهش في كل مكان إلا في واقعكم النزيه.. يا أمة تتآمر عليها كل الأمم.. لأنها محسودة على حضارتها التي أرست أول محطة فضائية على كوكب المريخ بميزانية مسروقة!! سالم اليامي إيلاف الالكترونية