طالما طمحت دول الشرق الأوسط إلى استقرار المنطقة وإبعاد شبح الحروب عنها، وسعت المملكة العربية السعودية طوال عقود لنزع فتيل الأزمات التي عصفت بهذه المنطقة المضطربة من العالم على مدى عقود. وفي الوقت نفسه تعمل إيران على امتلاك أسلحة الدمار الشامل وتطوير برنامجها النووي بما يخدم الجانب العسكري، وعملت طوال عقود لتطوير منظومتها العسكرية والصاروخية سعياً منها لفرض نفوذها في منطقة الشرق الأوسط، وحاولت فرض نموذجها السياسي عبر فكرة تصدير الثورة إلى الآخرين. وعلى الجانب الآخر تتعامل وتدعم المنظمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم القاعدة والمليشيات التي تثير القلاقل والاضطرابات في دول عربية عدة كاليمن والعراق وسوريا ولبنان. لم تأبه هذه الدولة بعلاقات حسن الجوار مع بلدان الشرق الأوسط، بل تحاول باستمرار فرض إرادتها على دول وشعوب المنطقة، ويعمل قادة طهران منذ سنوات طويلة على عسكرة المجتمع الإيراني وفرض إرادة قياداتها بالقوة على الإيرانيين عبر قوات «الباسيج» و«الحرس الثوري»، فيما حولت اقتصادها إلى اقتصاد حرب وتسابق الزمن لبناء أكبر ترسانة عسكرية في المنطقة، الزعيم الإيراني خامنئي طلب من حرسه الثوري قبل أيام إنتاج أكبر كمية من الصواريخ، بذريعة أن إيران لا يمكن أن تخضع لطلبات المفاوضين الغربيين، بينما لا يمكن فهم هذه الدعوة إلا أنها تعبر عن نيات عدوانية تجاه جيرانها وشعوب المنطقة. وتزيد إيران من التوتر الإقليمي عبر تدخلها المباشر في الحرب السورية، كما تعمل امتداداتها في العراق ولبنان واليمن على فرض إرادتهم بالقوة على شركائهم في الوطن. الأمير سعود الفيصل كان واضحاً في توصيفه للحالة الإيرانية وموقف المملكة في السعي لحل أزمات المنطقة وأبدى استعداد المملكة للتفاوض لأجل ذلك.