قاسمان مشتركان في الانتخابات البرلمانية في العراق وانتخابات الرئاسة في سوريا.. هما حضور إرهاب تنظيم «داعش» ونفوذ إيران القوي في كلا الحدثين. «داعش» الذي يعمل لتحقيق المصالح الإيرانية وأجهزتها الاستخباراتية والعسكرية ينفذ إرادتها تحت عباءة تنظيم القاعدة مقدِّماً السنّة في البلدين كإرهابيين يرفضون كيان الدولة وقوانينها وانتخاباتها وما تفرزه من حكومات ذات صفة دستورية وقانونية (حتى بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا). أمضى رئيس وزراء العراق نوري المالكي ثماني سنوات في رئاسة الحكومة يعد العراقيين بالأمن والقضاء على إرهاب القاعدة المتمثل في «داعش»، بينما في الحقيقة يستمر المالكي بإرهاب «داعش» واستمراره ووجوده مرتبطان بوجود الإرهاب. وحتى قبل ظهور نتائج الانتخابات البرلمانية في العراق يروج وزراء المالكي أن نتائجها ستقرر مصير «داعش» في محاولة للإيحاء أن خسارتهم تعني سيطرة القاعدة على البلاد، وربما هذا ما سيدفع بالأمريكيين لقبول ولاية ثالثة لنوري المالكي. في سوريا، دفع نظام الأسد بكل ما لديه من إمكانيات استخباراتية وعلاقات مع الإرهاب والقاعدة لتحويل الثورة ضده إلى معركة يخوضها ضد مجموعة من الإرهابيين. تنظيم «داعش» لعب دوراً كبيراً في إجهاض الثورة السورية، ومنح وسائل إعلام الأسد الفرصة كي تروج وبشكلٍ مستمر للفروقات بين النظام والإرهاب «السنّي» المتمثل ب «داعش»، وعزفت وسائل إعلام أجنبية على ذات الوتر، ما قد يدفع الغرب والولايات المتحدة بشكل خاص إلى إعادة التفكير في القبول باستمرار الأسد على الأقل لفترة رئاسية ثالثة. كثير من مصادر المعلومات أوضحت أن إيران هي التي أوجدت التنظيمات الإرهابية ودعمتها لزعزعة استقرار المنطقة وتنفيذ طموحاتها وتحويل حليفيها في بغداد ودمشق إلى محاربَين للإرهاب بمعنى أن خسارة أي منهما تساوي شيوع إرهاب «داعش» كبديل.