ماذا يريد بعض الكتاب والمثقفين من المجتمع الذي هلكوه لسنوات طويلة تحت شعار «أمة اقرأ لا تقرأ». لسنوات طويلة ظلوا يرددون هذا الشعار ويحاولون بمجهودات يشكرون عليها دعم القراءة وغرس حبها في قلوب فئات المجتمع، وما إن تحققت تلك الأمنية وتحول الشعار إلى «أمة اقرأ تقرأ» أخدنا نرى الاستخفاف والاستحقار من بعضهم تجاه ما يقرأه العامة الذين استجابوا للشعارات ودخلوا مع الجموع التي تريد النهل من الكتب وتتغذى عليها. التعدي على حرية الأشخاص في اختياراتهم الكتب التي يقرأونها أمر غير جائز أدبياً، لأن لكل شخص الحق في القراءة بتمهل والبدء بكتب بسيطة تحقق لهم فائدة أفضل من أن يقرأوا كتباً تفوق استيعابهم وتبعدهم عن القراءة. القراءة تذوق واتجاهات، فليست الكتب التي تستهويك تستهوي غيرك، والكتاب الذي تقرأه قد لا يناسب الآخرين الآن، لكنه قد يكون يوماً ما وجبة دسمة تأتي في وقتها! الوطن العربي بأكمله ينشر 1650 كتاباً في العام الواحد، في حين إن أمريكا تنشر 85 ألف كتاب سنوياً. الفارق الهائل في عدد الكتب نابع من التقبل وإعطاء الفرصة للكل دون تحطيم أو نقد سلبي، فكلهم يُظهر ما لديه والناجح سيصل بالتأكيد، وكل كتاب له قارئ، وكثرة تأليف الكتب والكتاب المبتدئين وكل هذه الأحداث هي حالة إيجابية يجب أن تتبنى بحب ودعم وفخر، ومن جانب آخر، هي ستعطي الفرصة للقارئ حتى يميز الجيد من الرديء، وتعطيه الحق في المقارنة واختيار ما يناسبه، وهذا الأمر ليس حكراً فقط على المثقفين والكتاب، بل هو حق للعامة.