دخل وقفٌ لإطلاق النار في الأحياء المحاصرَة من مدينة حمص «وسط سوريا» حيز التنفيذ أمس الجمعة تمهيداً لخروج المقاتلين المعارضين منها. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، إن تنفيذ وقف إطلاق النار بدأ ظهر أمس (9.00 بتوقيت غرينتش) في الأحياء المحاصرة من حمص. ويقضي الاتفاق ب «خروج المقاتلين من الأحياء المحاصرة منذ أكثر من عامين، على أن يتوجهوا نحو الريف الشمالي لمحافظة حمص، ودخول القوات النظامية إلى هذه الأحياء»، بحسب عبدالرحمن الذي أكد أن الانسحاب لم يبدأ بعد وأنه يُفترَض بدء تنفيذ باقي البنود خلال 24 ساعة. في السياق ذاته، أفاد ناشط في المدينة يقدم نفسه باسم «ثائر الخالدية» بأن الاتفاق «هدنة ستستمر 48 ساعة بدءاً من الجمعة يتبعها خروج آمن للثوار باتجاه الريف الشمالي». وبدأت القوات النظامية منتصف أبريل الماضي حملة عسكرية للسيطرة على الأحياء المحاصرَة في حمص منذ يونيو 2012. ومطلع العام الجاري، أتاح اتفاق أشرفت عليه الأممالمتحدة إجلاء نحو 1400 مدني من حمص، وخرجت في الأسابيع الماضية أعداد إضافية. وبحسب ناشطين، لا يزال حوالي 1500 شخص في الداخل، بينهم 1200 مقاتل. وقال الناشط «ثائر الخالدية» إن الاتفاق يستثني حي الوعر المجاور لحمص القديمة، والمحاصَر بدوره ويقطنه عشرات الآلاف من النازحين من أحياء أخرى. وفي حال تنفيذ الاتفاق، سيكون هذا الحي المنطقة الوحيدة المتبقية تحت سيطرة المعارضة في المدينة التي سُمِّيَت ب «عاصمة الثورة» ضد النظام بعد اندلاع الاحتجاجات منتصف مارس 2011.واستعاد النظام غالبية أحياء ثالث كبرى المدن السورية في حملات عسكرية تسببت في مقتل المئات ودمار كبير. وأبرز هذه الأحياء بابا عمرو الذي سيطر عليه النظام مطلع 2012، في معركة شكلت محطة أساسية في عسكرة النزاع الذي أودى بأكثر من 150 ألف شخص. ويأتي التطور في حمص قبل شهر من الانتخابات التي يُتوقَّع أن تبقي الرئيس السوري في موقعه. والأسد هو الوجه الوحيد المعروف من 24 شخصاً قدموا طلبات ترشح إلى الانتخابات التي اعتبرها الغرب والمعارضة السورية «مهزلة». ويُفترَض في المحكمة الدستورية العليا أن تعلن أسماء الذين قبلت ترشيحاتهم بشكل رسمي، في موعد أقصاه السادس من مايو.ويقفل قانون الانتخابات الباب عملياً أمام ترشح المعارضين المقيمين في الخارج. وبسبب الوضع الأمني في البلاد وتقاسم السيطرة بين طرفي النزاع، لن يكون ممكناً إجراء الانتخابات سوى في مناطق سيطرة النظام. إلى ذلك، واصل الطيران السوري قصف مناطق المعارضة في حلب «شمال»، ما أدى إلى مقتل نحو 50 شخصاً خلال اليومين الماضيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.وأفاد المرصد ومصدر أمني تابع للنظام السوري أمس أن القوات النظامية سيطرت على المدخل الشمالي الشرقي لمدينة حلب، وباتت على بعد نحو كيلومتر ونصف كيلومتر من سجن حلب المركزي المحاصَر منذ أشهر من مقاتلين معارضين. ومع استمرار القتال في سوريا بين تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» وكتائب في المعارضة المسلحة على رأسها جبهة النصرة، أمر زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري جبهة النصرة، ذراع التنظيم في سوريا، بوقف المعارك مع «الدولة الإسلامية في العراق والشام». وأمر الظواهري، في تسجيل صوتي نشرته مواقع متشددة على الإنترنت، زعيم جبهة النصرة في سوريا أبو محمد الجولاني وكل جنود الجبهة و»طوائف وتجمعات» المقاتلين في الشام بأن يتوقفوا فوراً عن أي قتال فيما بينهم أو «مع سائر المسلمين» وأن يتفرغوا لقتال «البعثيين والنصيريين وحلفائهم من الروافض»، حسب تسجيله الصوتي. كما دعا الظواهري زعيم «الدولة الإسلامية» أبو بكر البغدادي إلى التفرغ «للعراق الجريح الذي يحتاج أضعاف جهودكم». وتسببت المعارك بين «داعش» وتشكيلات المعارضة السورية الأخرى في مقتل نحو 4 آلاف شخص. ويتهم المعارضون السوريون «داعش» بأنها «من صنع النظام» السوري، آخذين عليها تطرفها في تطبيق معايير متشددة والقيام بعمليات خطف واحتجاز ناشطين. وكانت قيادة تنظيم القاعدة أعلنت في فبراير الماضي أنها تتبرأ من «الدولة الإسلامية» ودعتها إلى الانسحاب من سوريا.