تواصل الجدل أمس بين تنظيم «القاعدة» و «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش). فبعد يوم من اتهام الناطق باسم «الدولة الإسلامية» أبو محمد العدناني قيادة «القاعدة» بأنها لم تعد «قاعدة الجهاد»، وبأنها تشق صفوف الجهاديين بسبب انحيازها لمصلحة «جبهة النصرة» في سورية، خرج زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري بتصريحات انتقد فيها المنهج الذي تسير عليه «الدولة الإسلامية»، ولم يستبعد أن تكون «مخترقة» من النظام السوري، وحذّر من أن القتال الدائر بين الجهاديين في سورية «نذير شؤم على الجهاد في الشام». (راجع ص 4) وجاء هذا الجدل في وقت حققت كتائب المعارضة السورية مزيداً من التقدم على الأرض في مدينة حلب، كبرى مدن شمال سورية، فيما واصل النظام ضغطه على الثوار المحاصرين في مدينة حمص بوسط البلاد وصعّد قصفه الجوي على المقاتلين المتحصنين في بلدة المليحة في الغوطة الشرقية، والتي يحاول اقتحامها منذ أسابيع. وأورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس ما وصفه بأنه «معلومات مؤكدة عن استقدام تعزيزات من القوات النظامية وعناصر «حزب الله» اللبناني وقوات الدفاع الوطني إلى محيط الاستخبارات الجوية والليرمون» في مدينة حلب حيث يحقق مقاتلو المعارضة تقدماً ميدانياً. وأكدت هذه المعلومات صفحات مؤيدة للنظام السوري أشارت إلى أن الجيش النظامي يدفع «بأرتال» ضخمة من جنوده إلى حلب، في إشارة إلى مدى الأهمية التي يلقيها النظام على مجريات المعارك في كبرى مدن شمال سورية. وجاءت تعزيزات النظام بعدما تمكنت «جبهة النصرة وحركة فجر الإسلام وكتائب أبو عمارة من السيطرة ليلة (أول من) أمس على حاجزي الدشم وبرج الحمام على أطراف قرية عزيزة، عقب اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية والمسلحين الموالين لها»، وفق ما ذكر «المرصد» الذي أضاف أن «الكتائب الإسلامية المقاتلة سيطرت فجر اليوم (أمس) على قرية فجدان بريف حلب الجنوبي عقب اشتباكات مع القوات النظامية». وتابع أن اشتباكات عنيفة وقعت أمس «بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية ومقاتلي «حزب الله» اللبناني من جهة، ومقاتلي «جبهة النصرة» (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة من جهة أخرى في منطقة الشيخ نجار، بينما وردت معلومات عن استشهاد وجرح عدد من مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة إثر مكمن للقوات النظامية في منطقة الليرمون». وفي محافظة ريف دمشق، أشار «المرصد» و «تنسيقيات الثورة» إلى غارات عنيفة تعرضت لها بلدة المليحة في الغوطة الشرقية حيث يتصدى مقاتلو المعارضة لهجمات شبه يومية تشنها قوات النظام بمساندة من مقاتلين شيعة من لبنانوالعراق. كما أفاد ناشطون بأن النظام شن غارات جوية على أحياء حمص القديمة أمس في ظل اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية. ولم ترد معلومات عن تمكن النظام من تحقيق تقدم ميداني جديد في هذه الأحياء المحاصرة. في غضون ذلك، أعلنت السلطات الفرنسية أمس الإفراج عن أربعة صحافيين فرنسيين خُطفوا في سورية في حزيران (يونيو) 2013. ونقلت «فرانس برس» عن وكالة دوغان التركية أن جنوداً أتراكاً عثروا على الصحافيين الأربعة مكبلي الأيدي ومعصوبي العيون بعدما تركهم مجهولون ليلة الجمعة - السبت في الشريط العازل على الحدود بين تركيا وسورية قرب مدينة أكجاكالي الصغيرة جنوب شرقي تركيا. والأربعة هم: ديدييه فرنسوا وإدوار إلياس ونيكولا إينان وبيار توريس. وقال ديدييه فرنسوا أحد الأربعة المحررين لوكالة دوغان التركية: «أن يتمكن المرء مجدداً من مشاهدة السماء والسير والتحدث بحرية هو سعادة كبيرة». وأضاف مبتسماً: «وصلنا للتو من سورية».